صفحات التواصل الاجتماعي تنتعش بالحملات الانتخابية

العراق 2023/11/13
...

 بغداد: هدى العزاوي

أشار مختصون في الشأن السياسي إلى استثمار المرشحين مواقع التواصل الاجتماعي وصرف مبالغ طائلة من أجل إيصال رسائلهم وبرامجهم الانتخابية عبر صور ومقاطع فيديو تتخطى مبدأ الانتخابات الديمقراطية، وذلك من خلال شراء الأصوات بطريقة حديثة.
وقال رئيس مركز "الشرق للدراسات الستراتيجية والمعلومات" علي مهدي الأعرجي، في حديث لـ"الصباح": إن "الإعلام سلاح فعّال يقف على وعي وإدراك الطبقات الاجتماعية في البلدان المستقرة وفي بعض الأوقات يساء استخدامه من خلال أدوات محددة، وأخطرها مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت اليوم إلى تجارة رائجة يسلّط بها الضوء على شخص وإنجاز المرشحين تحت عنوان محبيه أو مناصريه أو قد يتخطى الأمر إلى استخدام بعض المواقع والصفحات المشهورة لذلك" .
ولفت، إلى أن "موسم الانتخابات في العراق اليوم مختلف، حيث يذهب البعض إلى إيصال وتصدير نفسه من خلال شراء بعض الصفحات والمواقع صاحبة المتابعات الكبيرة بأموال طائلة" . ونوّه، بأن "هناك جانباً من الممارسات السياسية تشهد تحولاً خطيراً منحرفاً عن النهج والفكر السياسي، حيث انتقل البعض من مرحلة الوعي إلى مرحلة الانهيار الأخلاقي، إذ أصبح للمال السياسي القوة في اتخاذ القرار والتأثير في المجتمع أكثر من المبادئ نفسها" .
بدوره، قال مدير "المركز الإقليمي للدراسات"، علي الصاحب في حديث لـ"الصباح ": إن "انتخابات مجالس المحافظات جاءت هذه المرة بواجهة سياسية عريضة، وبحماسة ورغبة جماهيرية ضيقة، لذلك سعت أغلب الكتل والمرشحين إلى اعتماد طريقة جديدة وهي الإعلان أو الترويج عبر صفحات التواصل الاجتماعي ذلك العالم الافتراضي وغير المرئي، الأمر الذي يزيد استغراب واندهاش المواطن العراقي الذي بدا غير مكترث بالعملية الانتخابية برمتها" .
وبيّن، أنه "عندما يسوّق المرشح نفسه عبر إعلان ممول أو مدفوع الثمن فهو بذلك يضع نفسه بوزن البضاعة التي يشتريها من صفحة على (الفيسبوك) وتتفاجأ بأنها سيئة للغايةـ، وغالباً ما تكون غير صالحة للاستهلاك" .
وأوضح الصاحب، أنه "من ناحية أخرى والتي نضع عليها ألف علامة استفهام وتعجب؛ هو حجم الأموال التي تنفق على الدعايات والمؤتمرات والعموميات، في حين أن راتب عضو مجلس المحافظة لا يتجاوز الـ(مليونين و 600 ألف دينار) شهرياً، إذن هذه الانتخابات ينظر لها وكأنها مشروع استثماري سيدرُّ أرباحاً خيالية وليست مجالس ولجاناً خدمية وفنية الهدف منها خدمة المواطن، ومن هنا جاء العزوف وعدم الرغبة في الذهاب للانتخابات" .

تحرير: محمد الأنصاري