بنك الجلد الصهيوني: انتهاكات واستغلال بشع

آراء 2023/12/06
...







 سيف ضياء


في عالم يدّعي الحضارة والتقدم، وبالتزامن مع تسارع الأحداث وتصاعد التوترات المستمرة في منطقة الشرق الأوسط تبرز قضية بنك الجلد الصهيوني الإسرائيلي كشاهد حي ومثال مروّع على انتهاكات حقوق الإنسان وتجاوزات غير مسبوقة لكل الأعراف الإنسانيّة في العالم، ومن هذا المنطلق فإن هذا المقال، سنتناول قضية حسّاسة ومثيرة للجدل تتعلق ببنك الجلد الصهيوني الإسرائيلي، إذ سنستكشف انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها هذا البنك وممارساته الاستغلالية البشعة، يُعَدّ بنك الجلد الصهيوني أكبر بنك للجلد البشري في العالم، ولكن تثار تساؤلات حول أصل الجلود المستخدمة والأساليب التي يتبعها الكيان الصهيوني للحصول عليها؟؟؟، لا بدَّ من الإشارة إلى أن الاستغلال القاسي الصهيوني، تتمثل في قصة الظلم والاستغلال وعملية استيلاء البنك على الجلود البشريَّة، إذ يتم سلخ جثامين الشهداء الفلسطينيين والمهاجرين والعمال الأجانب، وسرقة الجلد والأعضاء لعلاج جروح الجنود الإسرائيليين المصابين في المعارك، تم اكتشاف أن هذه الجلود المروعة قد تم انتزاعها من جثث الشهداء وإرسالها إلى بنك الجلد، فضلا عن ذلك، تشير تقارير إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سرق عدداً كبيراً من جثث الشهداء وأرسلها إلى جهة مجهولة أو ما يُعرف بـ «بنك الجلد»، فلا يسلم الفلسطينيون، سواء كانوا أحياءً أو أمواتاً، من أذى الصهاينة، إذ أعلن مدير قسم الحروق في مستشفى الشفاء أن جيش الاحتلال سرق عددًا كبيراً من جثث الشهداء وأرسلها إلى جهة مجهولة بعد اقتحام الجيش مجمع الشفاء الطبي بزعم وجود مقرات قيادة سياسية وعسكرية لحركة حماس تحت المجمع، هذه الممارسات تعكس استغلالاً بشعاً للأعضاء البشريّة وتثير المخاوف المتعلقة باستخدام الجلود البشريّة في العمليات الطبيّة وزراعة الأعضاء، ما يثير الجدل أكثر هو أنه تم تبرير شرعية هذه العملية من قِبل مجلس الحاخامات الصهيوني بعد تأسيس البنك في عام 1985، وذلك عن طريق عدم حصولهم على موافقة ذوي المتوفين على استخدام جثثهم في هذه العمليات اذ يُعد هذا التصرف انتهاكاً صارخاً للأخلاق الإنسانيّة وحقوق الإنسان الأساسيّة وقد تجاوز هذا البنك بقدراته على بنك الجلد الأمريكي الذي تأسس قبله بـ40 سنة على الرغم من قلة عدد أو انعدام  المتبرعين الإسرائيليين، تجدر الاشارة إلى تقديم العديد من التقارير والشهادات التي تؤكد استغلال بنك الجلد الصهيوني للجلود البشريّة بشكل غير قانوني وغير أخلاقي، وقد أدت هذه الممارسات البشعة إلى انتقادات واسعة ومطالبات بإجراء تحقيق دولي مستقل لكشف حقيقة ممارسات البنك ومحاسبة المسؤولين الصهاينة عنها، من المهم أيضاً أن تتخذ الجهات الدولية والمنظمات غير الحكومية إجراءات فوريّة لوقف هذا الانتهاك الجسيم لحقوق الإنسان.

وفي نهاية المطاف يمكن القول إنّ بنك الجلد عموماً هو نظام تخزين عينات من الجلد يتم استخدامها في عملية الترقيع أو زراعة الجلد سواء للتشوهات أو الحروق على اختلاف درجاتها، كما وان بنك الجلد الصهيوني في إسرائيل يمثل حالة فريدة من نوعها لانتهاك حقوق الإنسان والاستغلال البشع، اذ يجب أن تطالب منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي بإجراء تحقيق مستقل وشفاف حول بنك الجلد الصهيوني وممارساته، والتحرك الفوري لوقف هذه الممارسات البشعة ومحاسبة المسؤولين عنها، وتوفير الحماية لحقوق الإنسان وكرامة الإنسان في جميع الأوقات وفي جميع الأماكن، بغض النظر عن الخلفية الدينيّة أو العرقيّة أو الثقافيّة للأشخاص المعنيين.