حرب أوكرانيا والحسابات المعقدة

آراء 2023/12/12
...

 يوسف نمير

 

لقد بدأ هذا العام بعزيمة غربية في ذروتها، والقوات الأوكرانية واثقة للغاية، وتوقع الرئيس فولوديمير زيلينسكي تحقيق نصر حاسم. 

ولكن الآن، هناك حالة من عدم اليقين على جميع الجبهات. 

المعنويات في أوكرانيا تتضاءل.

لقد تحول الاهتمام الدولي نحو الشرق الأوسط. 

وحتى بين مؤيدي أوكرانيا، هناك عزوف سياسي متزايد عن المساهمة بشكل أكبر في قضية محفوفة بالمخاطر. 

وفي كل نقطة تقريباً على طول الجبهة، تباينت التوقعات والنتائج مع تحول أوكرانيا إلى جيش راجل بطيء الحركة لم يستعيد سوى أجزاء صغيرة من الأراضي.

وقال زيلينسكي في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس الأسبوع الماضي: «أردنا نتائج أسرع». 

ومن هذا المنطلق، للأسف، لم نحقق النتائج المرجوة. وهذه حقيقة».

وكل هذه العوامل مجتمعة تجعل انتصار أوكرانيا أقل احتمالا بكثير من سنوات الحرب والدمار.

وتطرح الأشهر الأولى غير الحاسمة والمحبطة للحملة أسئلة مثيرة للقلق لداعمي كييف الغربيين حول المستقبل، حيث تعهد زيلينسكي (المدعوم بأغلبية ساحقة من الأوكرانيين) بالقتال حتى تستعيد أوكرانيا الحدود التي تم تحديدها عند استقلالها عام 1991 عن الاتحاد السوفييتي.

وقال مسؤول أمني بريطاني: «سيستغرق ذلك سنوات وكثيرًا من الدماء»، إذا كان ذلك ممكنًا.

هل أوكرانيا مستعدة لذلك؟، ما هي الآثار المترتبة على القوى العاملة؟، التداعيات الاقتصاديّة؟

الآثار المترتبة على الدعم الغربي؟.

والآن يقترب العام من نهايته وقد أصبح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر يقيناً من أي وقت مضى من قدرته على انتظار الغرب المتقلب واستيعاب الأراضي الأوكرانيّة التي استولت عليها قواته بالكامل بالفعل.

بعد ما يقرب من سبعة أسابيع من مطالبة الرئيس جو بايدن الكونغرس بمبلغ 60 مليار دولار لتمويل شريان الحياة للأسلحة والذخيرة في كييف، إلى جانب 14 مليار دولار أخرى لإسرائيل، لم يحدث شيء. 

وفي ضربة خطيرة لآفاقها، أصبحت المساعدات لأوكرانيا الآن متورطة من قبل الجمهوريين في مأزق منفصل بشأن الهجرة.

وأثار هذا المأزق، إلى جانب تضاؤل احتمالات تحرك الكونغرس قبل العطلة، تحذيرات ملحوظة من قبل البيت الأبيض تنذر بلحظة حرجة خلال الحرب.

وفي حين أصبح بقاء أوكرانيا على المحك، فإنّ سمعة الولايات المتحدة كزعيم عالمي معرضة للخطر أيضا. 

قبل أسبوعين فقط، سافر وزير الدفاع لويد أوستن إلى كييف وقال لزيلينسكي علناً: «سنبقى معك على المدى الطويل».

ولكن هل تستطيع الولايات المتحدة حقاً أن تفي بهذا التعهد، سواء في معركة تمويل أوكرانيا على المدى القصير؟، أو في ضوء احتمال أن يكون لدى الرئيس السابق دونالد ترامب، المعادي لأوكرانيا والذي يحابي بوتين دائماً، فرصة جيدة للعودة إلى البيت الأبيض. 

إذا فاز بترشيح الحزب الجمهوري العام المقبل؟.