رؤى الخزرجي
في خضم الصراعات السياسيَّة في العراق التي باتت الركيزة الأساسيّة قبيل أي عملية انتخابيّة والتنافس بين القوى السياسيّة مع بدء العد التنازلي لاقتراب انتخابات مجالس المحافظات في الـ 18 من الشهر الجاري وتسعى الأطراف لإبراز مرشحيهم بأبهى حُلّة مع الاخذ بنظر الاعتبار المؤهلات بكل مرشح والذي ربما – قد تزداد حظوظه للفوز بالمقعد الانتخابي خاصة بعد عدم مشاركة بعض من القوى السياسية البارزة والمهمة على الساحة وإقصاء الأخرى – تلك الحظوظ التي على اساسها تتم مراعاة الموقع الجغرافي والتقسيم السياسي لكل حزب.
وعن مدى مشاركة المواطنين في العملية الانتخابية فإنّه وبحسب مفوضية الانتخابات فإنّ 16 مليون ناخب يحق لهم المشاركة في التصويت من خلال 7766 مركز اقتراع، وبواقع 38 ألف محطة موزعة في عموم البلاد، يقابله العدد الكلي للمرشحين للتحالفات 4223 وعدد مرشحي الاحزاب 1729 والافراد 70 فردا، مع ملاحظة انه في السنوات الاخيرة كان هنالك عزوف عن المشاركة في الانتخابات حتى ان النسبة الكلية للانتخابات التشريعية الاخيرة كانت تحت 30 % من المجموع الكلي للناخبين في العراق.
بين المطرقة والسندان فإنّ التوقعات وبحسب الخبراء والمحللين السياسيين فإنّ من المحتمل ان تبلغ نسبة المشاركة الفعلية في الانتخابات تتراوح من 8 إلى 15 %، ما بين مطرقة استمرار العزوف عن المشاركة وسندان عدم الثقة بقانون الانتخابات الذي لا يلبي طموحات الناخبين للخروج بتمثيل حقيقي وما يتبعه بتكرار البرنامج الانتخابي المقدم من قبل المرشحين والذي لا يجد واقعا ملموسا في إجراء تغييرات فعلية على أرض الواقع.
وعن إمكانية حدوث مفاجآت في انتخابات مجالس المحافظات تؤدي إلى نتائج غير متوقعة كمقاطعة الانتخابات بشكل نهائي، أو انسحاب بعض من القوائم ومرشحيها من المشاركة فان هذه الاحتمالات امر وارد لا جدال فيه، خاصة أن هناك دعوات من هنا وهناك بضرورة تأجيل الموعد الانتخابي ودمجه مع الانتخابات التشريعية المقبلة.