يونس جلوب العراف
طوال الأيام الماضية كانت هناك مؤشراتٌ قد تُحْدِثُ العديد من الإشكاليات التي من الممكن أن تؤثر في سير الانتخابات المحليَّة لكنها زالت بحكم كونها مرحليَّة ويمكن تجاوزها بمجرد الوقوف على أسبابها وطرق علاجها بتفصيل أكثر وهذا ما حدث فعلا
إذ تمَّ احتواء أزمة عزل الحلبوسي من رئاسة البرلمان واستمرت قائمته في الحضور على مسرح الانتخابات المقبلة وهو ما سيسهل الوصول بالانتخابات إلى برّ الأمان إنْ شاء الله.
في المجموع العام للقوائم الانتخابيَّة تبرز حالة من التنوع السياسي وهو ما يؤكد الديمقراطيَّة التي أصبحت واقعاً على الأرض على الرغم من صعوبة التحول النوعي في المنظومة الحاكمة كون العراق كانت تحكمه الدكتاتوريَّة المطلقة التي ولت إلى غير رجعة بعد أنْ أرسى العراقيون دعائم الدولة الحديثة المبنيَّة على أسسٍ ديمقراطيَّة حقيقيَّة على الرغم من بعض السلبيات في التجربة الديمقراطيَّة لكنْ ومع توالي السنوات سيكون هناك وجودٌ حقيقيٌ للكفاءات في مراكز القيادة، فمن المعروف أنَّ التجارب تكون في بدايتها صعبة وستزول هذه الصعوبة تدريجياً مع الأيام.
إشارة انطلاق الانتخابات المحليَّة باتت قريبة وهي فرصة لاختيار من يراه المواطن صالحاً للجلوس على كرسي الخدمة
في مجالس المحافظات المقبلة التي لا بُدَّ أنْ تكون مختلفة كثيراً عن السابقة التي كان عملها ليس بمستوى الطموح بسبب عدم تعامل الحكومات السابقة معها على أنها جزءٌ من
المنظومة الخدميَّة للدولة، أما الآن فالحكومة الحاليَّة التي يرأسها السوداني قد رفعت شعار تقديم الخدمات ولا بُدَّ لها من التعامل مع مجالس المحافظات على أنَّها ظهيرٌ لها ومن خلال تعاون الطرفين ستظهر نتائج أفضل بكثيرٍ من
السابق.
على وفق الأنباء الأخيرة فإنَّ المفوضيَّة العليا للانتخابات قد أكملت جميع الاستعدادات لبدء عمليَّة الانتخابات المقبلة، وهذا الأمر يمثلُ مرحلة مهمَّة من مراحل الوصول إلى الجاهزيَّة التامَّة التي تعني أولى خطوات النجاح، وإذا ما نظرنا إلى عمليَّة الانتخابات سنرى أنَّ هناك حداً فاصلاً بين الرفض والقبول للقوى المشاركة في الانتخابات، إذ إنَّ الأماني تسير باتجاه القبول المجتمعي بالمشاركة في العرس الانتخابي؛ والسبب هو قدرة المرشحين على التأثير في الناخبين من خلال تقديم بعض الخدمات التي تحتاجها المناطق المحرومة ووعودهم لهم بإكمال الاحتياجات في حال وصولهم إلى مجالس المحافظات وهي حالة دائمة الحدوث في أيَّة عمليَّة انتخابيَّة.
مسك ختام الأماني هو نجاح الانتخابات المحليَّة والوصول إلى مجالس محافظات قادرة على تقديم الخدمات والتغلب على المشكلات التي كانت عائقاً أمام نجاحها في السابق وهي أمنية جماعيَّة لجميع العراقيين.