انتظار ما سيأتي

آراء 2023/12/24
...

 زهير الجبوري 


لعلَّ ما حدث في واقع الحياة العراقية مؤخرا من حراك سياسي تكرَّس في اقامة الانتخابات الخاصة بمجالس المحافظات لـ(15 محافظة)، بكل اقضيتها ونواحيها، بعيدا عن النتائج وما آلت إليه من فوز البعض وخسارة البعض الآخر، ومهما كانت نسبة الفئة المشاركة من الفئة غير المشاركة، فإن جلّ ما نريد الإشارة اليه هو ما ستؤول عليه العملية السياسية من قرارات غاية الدقة وغاية الحساسية لشعب أُشبعَ وعوداً وفيها الكثير من القرارات والصراعات بين الأطراف المحتدمة، التي تريد ان تُسَّير البلاد على مزاجها المتفرد، لذا كيف يمكن أن نمسك بكل الأشياء التي تطرح من خلال التنظير في الصحف ووسائل الاتصال (الميديا)، وأن تكون أكثر مصداقية بعدما حققت حياة ما بعد 2003 منجزا عراقيا داميا بامتياز..

انتظار ما سيأتي هو (سيناريو) يتكرر بين حقبة واخرى في واقعنا العراقي المعاصر، ربما هناك بعض الأشياء، التي لمسنا تنفيذها في مشروعات معينة، لكن ما ينتظره الشعب هو الشكل المغاير لحل الأزمات الكبيرة، التي لم ترَ الاستقرار لأكثر من ثلاثة عقود كأزمة الكهرباء والبنى التحتية بشكل عام، وتشغيل اليد العاملة عبر تفعيل القطاعات الصناعية والزراعية والتجارية، ففي العقود الماضية قبل محنة حرب الكويت وحياة الحصار الاقتصادي على العراق ثمّة بلد تسير على ارضه عجلة الحياة بشيء من القانون، الذي يحمي حقوق الفرد وهو يعيش فرصة حياته مع ما تتوفر فيه من فرص العمل والوظائف، ناهيك عن اليد العاملة من بعض الدول العربية (مصر والسودان) في الغالب، ونظام القانون في الشارع، بعيدا عن هيمنة السلطة آنذاك ونظامها القسري في تطبيق فَرْضِ الانتماء الفكري على أرض 

الواقع..

إنَّ ما يمكن الاشارة اليه هو الكشف عن هوية البلد في مرحلة قادمة يريدها الناس تسير وفق مواءمة الأفكار، وتفاني الأخطاء واحترام الآخر الذي يقف بالتناظر مع السلطة، كلّ ذلك يمضي في تأملات عامة الناس ممن لا يجد فرصة مناسبة للتعبير عن معاناته الاجتماعية والحياتية الخاصة، فما بعد الانتخابات التي يريدها المجتمع، تلك التي تقف مع تطبيق مشاريع تنقذ أزماتٍ كبيرة مرَّ بها فئات من أناس أُخذ حقهم عنونة، فكيف يمكن الشعور بالطمأنية إزاء ما يحدث من تداعيات لطبقة من المجتمع لم تتوفر لها سبل العيش، بالمقابل هناك طبقة تمسك بالسلطة (بعد فترة الانتخابات) ولم نعط لهؤلاء قيمة وجودية في الحياة، من هنا تبدأ تراكمات هذه الطبقة الفقيرة في إنجاب جيل متمرد تكون سلوكياته بالضد من السلطة..

اذا كان ما سيأتي بعد فترة الانتخابات بذات الطبيعة والأداء الحكومي، فإن الموجة قادمة بلا شك من قبل هذا الجيل، فالانفعالات الحماسية لدى الشباب المندفع لا توقفها أية قوة، وهذا ما برهنته جميع الثورات في العراق وفي الوطن العربي والعالم.