طرائف صحفيَّة

الصفحة الاخيرة 2023/12/26
...

حسن العاني


 قبل 30 سنة تقريباً، نشرتُ تحقيقاً في مجلة "ألف باء" بشأن ظاهرة (الخطوط) الغريبة التي بدأت يومها تغزو واجهات العديد من المطاعم ومحال بيع المرطبات والملابس والكرزات والمعجنات.. الخ، وقد أجريت أكثر من لقاءٍ مع السادة فناني الخط العربي والمعنيين بهذا الفن، إذ أشاروا الى أنَّ السمة الغالبة على هذه الخطوط هو عدم انتمائها الى فن الخط العربي بمسمياته العديدة، ولا تلتزم بأصوله وقواعده، على الرغم من أنَّ بعضها جميل، ولكنَّ الخطر – كما أوضحوا – يكمنُ في ترويج إساءة قد لا تكون مقصودة – للخط العربي الذي يرتبطُ بعلاقة روحيَّة وطيدة مع الدين، بحكم تعامل الخطاطين مع المئات من آيات القرآن الكريم.. وكان من الطبيعي أنْ أصطحبَ معي أحد الزملاء المصورين لكي أُقدم (شهادات) واقعيَّة عن بعض تلك الخطوط التي أصبحت قراءتها شبه متعذرة!

اخترت إحدى اللوحات الخطيَّة وأعطيتها مساحة واسعة في النشر، ومن باب المزاح أعلنت عن ثلاث جوائز متساوية المبلغ (50 ديناراً)، وكانت المفاجأة أنَّ أكثر من (450) قارئاً ظنوا بأنَّ المسابقة وجوائزها صحيحة مئة بالمئة، ولذلك شاركوا وبعثوا حلولهم!

الغريب أنَّ هناك قرابة (180) إجابة، لم تكن بعيدة عن الحل الصحيح فقط، بل كانت غريبة كذلك، وبعضها يدعو الى الضحك.. وهكذا انقلب السحر على الساحر، وبعد جهدٍ جهيدٍ مع صديقي الزميل كامل الشرقي – رئيس التحرير – حصلت على مبلغ الجوائز، مشترطاً عليّ ألا أورطَ المجلة مستقبلاً في مثل هذه المسابقات!


 أغلب الظن هو العام 1977 وأنا أتولى إعداد زاوية (عزيزي عزوز) التي نالت يومها اهتماماً غير مسبوقٍ من قبل القراء، حتى أنَّ الرسائل البريديَّة التي تصلها شهرياً تعادل أربعة أضعاف الرسائل التي تصلُ الى أقسام المجلة كلها!

في ذلك العام وصلتني رسالة مكشوفة النوايا – والنوايا من دون استثناء لا تخرج عن إطار المرح والدغدغة – يقول مُرْسِلُها، إنَّه أبٌ لابنتين هما (فريدة وديانا)، وقد رزقه الله ابنةً ثالثة.. وختم رسالته [فماذا أُسميها يا عزيزي عزوز؟!]، ولما كان الاسمان (فريدة وديانا) هما اسمان لنوعين من (البيره) فقد قلت له [الاسم المناسب هو سنابل] وسنابل اسمُ نوعٍ آخر للبيرة صدر حديثاً، وما كادت المجلة تصدر حتى اتصل بي أحدهم من الشركة وأبلغني بأنَّه تمَّ تكريمي بثلاثة صناديق من إنتاجهم.. شكرته واعتذرت عن تسلمها، ولكنْ الطريف في الأمر أنَّه بعد مرور (34) سنة التقيت أحد زملاء المجلة وأخبرني وهو يضحك بأنَّه ذهب من دون علمي الى الشركة وتسلم 3 صناديق من البيرة باسمي!