إسرائيل تريد دولة يهوديَّة لا غير

آراء 2024/01/16
...

باسم عبد الحميد حمودي


كل الوقائع والدلائل تاريخيَّا وعمليا تشير إلى أن الدولة المتسلطة على أرض فلسطين، وأقصد (إسرائيل) لا تريد إلا دولة واحدة هي الدولة الإسرائيلية على كامل التراب الفلسطيني... كيف هذا؟
 قبل السابع من شهر الانتفاضة لم تكن الأرض التي سميت بـ(الضفة الغربية) حرة وتحت سيطرة حكومة محمود عباس، بل إنك تجد عند كل مدينة وقرية فلسطينية في القطاع مستعمرة صهيونية، تتداخل مع المدينة الفلسطينية وتنافسها في الشوارع وحركة الناس والمزارع، ويتعمد الصهاينة في هذه الكيبوتزات والمستوطنات الصهيونية الاحتكاك مع المواطنين الفلسطينيين والتعدي علبهم وتجريف مزارعهم واشجار زيتونهم بالاستعانة بالجيش الاسرائيلي والقوات الرديفة.
 لايوجد في جنين ولا بلدات الضفة الغربية اي منطقة لا يدخلها جيش الاحتلال للتعدي على المواطنين الفلسطينين وافتعال أزمات السكن ومرور المواطن الفلسطيني إلى منزله أو مقر عمله... هم يسكنون معهم قسرا ولا صحة لاستقلال أية أرض فلسطينية في الضفة الغربية حتى منطقة بيت لحم.
 اما اذا تحدثت عن القدس والتعامل مع من تبقى من أسر فلسطينية في القدس الشرقية، فستجد العجيب والغريب من الاستقواء علىالعرب.
 رئيس بلدية القدس اليهودي لا يسمح بتعديل بناء لبيت فلسطيني، واذا تداعت البيوت الفلسطينية القديمة ووجب إعادة البناء أو الترميم في الأقل فن السلطة الإسرائيلية تمنع المواطن الفلسطيني من التصرف.
شخصيا ومن سنوات وانا في زيارة لي إلى عمان التقيت زوجة المرحوم القاص والناشر الفلسطيني خليل السواحري، وكانت عائدة من القدس الشرقية بعد أن اعتقلوا شقيقها هناك لمحاولته ترميم دارهم القديمة... قامت السيدة السواحري بوضع محام ورشى وتعهد بعدم الترميم، حتى أطلقت سراح أخيها وبذلك ظل بيت العائلة في القدس الشرقية.. غير صالح للسكن، وكان هذ هو المطلوب ...صهيونيا اي تحويل البيوت الفلسطينية إلى خرائب لا تصلح للسكن في القدس!
إن ذلك يشكل جزءًا من عملية الاقتلاع العربي من الجذور، كما أن وجود المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية و( تمددها) التدريجي يجعل من (حلم) الدولة الفلسطينية في خبر كان.
 إن انتفاضة حماس البطولية قد اخترقت الصورة التقليدية للمقاومة، وقد قابلتها قسوة اسرائيلية كبيرة ضد سكان غزة الذي تحملو اجرائم الجيش الصهيوني المستمرة والذي دفع معظم من تبقى من السكان إلى الجنوب الغزي، وهو يواصل القتل والتدمير محاولا عن طريق هذا العسف والقسوة واستمرار قتل النساء والأطفال والمواطنين المسالمين الوصول إلى صيغة لـ(تنظيف ) غزة من أهلها، وذلك جزء من مخطط يراد له التكامل تدريجيا، ولكل وقت صياغاته في القتل والاستحواذ و (تجريف ) الأرض من الانسان الفلسطيني.. تمهيدا لبناء دولة إسرائيلية متكاملة.. لا وجود للعرب فيها إلا كنماذج تاريخية متحفية.. فهل يعي المطبعون العرب هذا؟