بيروت: أ ف ب
شكّلت حرب غزة التي دخلت شهرها الرابع، دافعاً لمعرضين تشكيليين في بيروت يوثقان واقع الفلسطينيين في مختلف المراحل، منذ ما قبل نزوحهم ولجوئهم إلى دول الجوار حتى اليوم، من توقيع فنانين مخضرمين وشباب، فلسطينين وعرب.
تتوسط المنحوتة البرونزية "طفل صغير: أمير غزة" الصالة الرئيسية لمعرض تنظّمه "مؤسسة رمزي وسائدة دلّول للفنون"، استوحِيَ عنوانه "أمير غزة الصغير" من هذا العمل الذي نفذه الفنان اللبناني شوقي شوكيني عام 2010. ويستريح الأمير المعدني على منصة غطتها بطاقات مستطيلة كأنها هويات عليها أسماء الأطفال الذين قُتلوا في الحرب. ويضمّ المعرض البيروتي المقام بالتعاون مع المتحف الفلسطيني في بلدة بيرزيت في الضفة الغربية، 86 عملاً لتوجيه "تحية وإهداء لأطفال غزة الذين لم يُقتلوا فحسب بل يتعرضون لمجزرة"، بحسب مديرة الأبحاث في المؤسسة والقيمة على المعرض وفاء الرز. وقالت الرز "إنها إبادة جماعية". ويركّز المعرض، وفق المسؤولة عنه، على أعمال تتناول الأطفال ومعاناتهم والجانب الإنساني للقضية الفلسطينية.
وعلى طرف المنصة نفسها، يقف تمثال صغير للفنان العراقي ضياء العزاوي، لفتى في العاشرة يضع يديه خلف ظهره، يمثّل شخصية حنظلة الشهيرة لدى رسام الكاريكاتير الفلسطيني المعروف ناجي العلي، والتي أصبحت رمزاً للهوية الفلسطينية. وفي الصالة المقابلة، تجهيز آخر عبارة عن بطاقات صغيرة بيضاء، مكوّمة على شكل تلة ردم صغيرة، هي بمثابة "تحية للأطفال الذي قضوا تحت الأنقاض"، على ما تشرح الرز. وتقول الرز بصوت ممزوج بالأسى "حين افتتحنا المعرض كان عدد الأطفال الذين قضوا ستة آلاف أما اليوم فتجاوز عددهم عشرة آلاف".
وتختصر لوحة فوتوغرافية مركّبة للفنانة الغزاوية ليلى الشوّا موضوع المعرض، إذ تصور صبياً على خلفية دائرة حمراء في منظار بندقية قنّاص، وعلى الصورة كتابات التقطتها عدستها من الشعارات على جدران غزة. وبالخط الكوفي وبألوان العلم الفلسطيني على لوحتين كبيرتين للفنان الفلسطيني بشير مخول، كُتبت عبارة "أطفال الحجارة"، في إشارة إلى استخدام الأطفال الفلسطينيين الحجارة في مواجهاتهم مع قوات الاحتلال.
وكانت النساء الثائرات، ببنادقهن وعباءاتهن المطرّزة ومناديلهنّ محور مجموعة لوحات للفنان السوري برهان كركوتلي، ضمّها معرض بعنوان "فن من أجل قضية" أقيم أخيراً في غاليري صالح بركات في العاصمة اللبنانية.
واختصر المعرض 35 عاماً من اهتمام بركات بالموضوع نفسه "المرتبط بالظلم"، على قوله. ويفتخر بإقتنائه مثلاً لوحة للسوري فاتح المدرس رسمها في القدس في العام 1966، وأخرى للفنان الفلسطيني المقدسي تيسير شرف تؤرخ سقوط القدس في 1967 وسواها.
وتقول حلا الحاج التي تجولت في المعرض "أردت أنْ أرى القضية الفلسطينية تتجسد بالألوان".