سرٌّ بالشفرة داخل فستان عتيق

الصفحة الاخيرة 2024/01/18
...

  ترجمة: مي اسماعيل

على مدى ما يقرب من عقد من الزمن، حاول كثيرون فكَّ شفرة رسالة غامضة اكتشفت داخل فستان حريري عتيق؛ وأخيراً تمكن أحد الباحثين من حلِّ القضية، أثناء بحثها المعتاد عن ملابس قديمة مثيرة للاهتمام، اشترت "سارة ريفرز كوفيلد" منذ نحو عشر سنوات فستاناً حريريّاً "فخماً" يعود للعام 1888 من مركز تجاري للأنتيكات بولاية ماين الأميركية. كان الفستان ذو اللون البرونزي بحالة جيدة؛ له تنورة منسدلة منتفخة، وأزرار معدنية. اشترته السيدة "كوفيلد" (وهي عالمة آثار) بمئة دولار، من دون أن تعلم أنَّ الثوب يحتوي على لغز: فيه جيب سري داخله رسالة غامضة. كُتِبَت الرسالة بخط اليد على ورق مجعّد، وحفلت بأسماء أماكن وكلمات وأرقام عشوائيَّة على ما يبدو.
وقعت كوفيلد في حيرة؛ أكان ذلك تمريناً للكتابة، أم قائمة، أم شفرة ما؟ نشرت كوفيلد الرسالة على مدوّنتها العام 2014، قائلة: "انشرها هنا، فقد يراها عبقريٌّ يفكّ التشفير يبحث عن مشروع".
اِحتلَّ الفستان لعقدٍ من الزمن مكاناً على قوائم عشّاق حلِّ الألغاز المُشفّرة، حتى تمكن "واين تشان" (المحلل في مركز علوم مراقبة الأرض بجامعة مانيتوبا) من الوصول إليه. افترض تشان أنَّ تلك العبارات هي تشفير لرسالة تلغراف من النوع الذي شاع استخدامه في القرن التاسع عشر، لضغط المعلومات أو الحفاظ على خصوصيَّة محتويات المعلومات المرسلة بالتلغراف، كما كان يعرف أن صناعات التعدين والبقالة والمصارف على سبيل المثال كانت لديها رموزها الخاصة في ذلك الوقت؛ لذا قام بفحص 170 كتابَ رموزٍ لمعرفة مدى تطابق الكلمات مع أيِّ رموز معروفة من ذلك العصر.
 اكتشف تشان بالصدفة إشارة في كتاب صادر العام 1880 عن تاريخ التلغراف قادته إلى دليل: رموز مماثلة كان يستخدمها "فيلق الإشارة" بالجيش الأمريكي ومكتب الأرصاد الجوية الأمريكي السابق (سلف خدمة الأرصاد الجوية الوطنية)، والتي كانت تنقل ملاحظات الطقس عبر الدوائر التلغرافيَّة أواخر القرن التاسع عشر.