الحسد المؤسّساتي.. رؤية في الجذور والآثار والحلول

آراء 2024/01/21
...

 علي حميد الطائي 

الحسد المؤسساتي يشير إلى المشاعر السلبية التي قد يشعر بها الأفراد تجاه نجاح أو تقدم مؤسسة أو منظمة. يمكن أن يكون للحسد تأثير ضار على الفريق والبيئة العمل، ولكن التعاون والشفافية يمكن أن يساعدا في تجاوز تلك القضايا.

ومن تمظهرات الحسد المؤسساتي قد تظهر على شكل سلوكيات، منها تقليص قيمة إسهامات الآخرين، نشر الشائعات السلبية حول الفريق، وتقليل منجزات المؤسسة بهدف التقليل من التقدير العام. يمكن أيضًا أن يظهر الحسد من خلال تجاهل أو عدم دعم الأفراد المتميزين أو المبدعين في المؤسسة.

ينشأ الحسد المؤسساتي من عدة عوامل، منها المنافسة الشديدة بين الأفراد داخل المؤسسة، وعدم الرغبة في رؤية نجاح الآخرين. 

قد يكون الخوف من فقدان المكانة، مما يؤدي إلى الشعور بالحسد تجاه تقدم زملاء العمل أو نجاح المؤسسة. بعض العوامل النفسية والثقافية أيضًا قد تلعب دورًا في تكوين هذا النوع من المشاعر السلبية.

أما مخاطر الحسد المؤسساتي فتشمل تأثيره السلبي على البيئة العمل والفريق، حيث يمكن أن يؤدي إلى تقسيم وتوتر في علاقات الفريق. قد يؤثر في التعاون والابتكار، مما يعيق تحقيق الأهداف المشتركة. كما يمكن أن يؤدي الحسد إلى فقدان الثقة وتدهور الأداء العام للمؤسسة.

كما قد يسهم عدم الانتماء للمؤسسة في نشوء الحسد المؤسساتي. 

حيث عندما يشعر الأفراد بعدم الارتباط القوي بالمؤسسة، قد يكون لديهم ميل إلى تقديم المشاعر السلبية مثل الحسد نحو الزملاء أو الفريق. 

انعدام الانتماء يمكن أن يؤدي إلى شعور بالإهمال أو عدم العدالة، مما يعزز الشعور بالحسد تجاه الأفراد أو الفرق الناجحة داخل المؤسسة.

أما لتجاوز الحسد المؤسساتي، فيمكن اتخاذ بعض الخطوات:

1 - تعزيز الاتصال والتفاهم: تعزيز التواصل الفعّال وفتح قنوات لفهم الآخرين يمكن أن يقلل من التوتر والحسد.

2 - تشجيع على الشفافية: الشفافية حول أداء المؤسسة والإنجازات تسهم في تجنب الشائعات السلبية وتعزز الثقة.

3 - تطوير الثقافة الإيجابية: إقامة بيئة عمل تشجع على التقدير المتبادل والدعم تساهم في تقليل الحسد.

4 - تعزيز التنوع والشمول: الاحترام وتقدير التنوع في المؤسسة يقلل من الحسد ويعزز التعاون.

باختصار بناء بيئة عمل إيجابية وتعزيز التعاون يمكن أن يساهم في تقليل مظاهر الحسد المؤسساتي.

بينما يكون دور القيادة حيوي في التعامل مع الحسد المؤسساتي، باختصار قادة المؤسسة يلعبون دورًا حاسمًا في تشجيع الروح الفريقية والتعاون، وبناء بيئة تعزز الإنجازات المشتركة وتقليل مظاهر الحسد.