حل الدولتين بيد {بايدن} الآن

آراء 2024/02/11
...







  باسم عبد الحميد حمودي

 في العادة.. أنا لا أكتب في السياسة فقد اكتويت بنارها منذ الصبا، وغيَّرت مسار حياتي مرات ومرات، لكن ( فلسطين) بقعة عزيزة على كل إنسان، وأحوالها اليوم تدمي القلب، وكل من يشعر في هذا العالم أن الحرية تعني فلسطين نبراسا، لا بد أن يتحرك لخدمتها والذود عنها بالقدر الذي يستطيع.. ليوقف شرور العدوان الإسرائيلي على هذه الأرض الطاهرة، وليسهم في قطع نزيف الدم الفلسطيني المهدور يوميا.
 قلت في مقال سابق نشر في هذا المكان في (الصباح) الغراء إن إسرائيل لا تريد حل الدولتين، وإن الدولة اليهودية داخلة عمليا في كل الأراضي الفلسطينية. فأنت لن تجد مناطق في الضفة ولا في القطاع ولا في القدس الشرقية إلا وفيها بناء إسرائيلي و( مستوطنة) لسكان الدولة اليهودية. ولا يوجد مكان فلسطيني خالص حتى في (رام الله).
 كل ذلك دفعني للقول إن دولة إسرائيل تضحك على العالم، ولا تسمح بقيام الكيان العربي الفلسطيني. لنفكر بطريقة ثانية أكثر عملية ونضع الحقائق أمام العالم من جديد ونسأل:
من أين تستمد (إسرائيل) قوتها وتستمر في عدوانها وعنجهيتها اليوم؟ كل دول العالم تقف خارج دعم إسرائيل عدا أمريكا، التي أرسلت حاملات الطائرات واستمرت في تزويد إسرائيل بالمال والسلاح لقمع الانفاضة الفلسطينية، ومنعت مجلس الأمن الدولي من إنفاذ قرارات ضد العدوان الإسرائيلي المستمر.
كل هذا صار واضحا ومفهوما ومستمرا، والعالم كله ينظر بإعجاب إلى موقف دولة جنوب أفريقيا الإنساني الشجاع، وقرارات محكمة العدل الدولية.
لكن من غير الواضح أن يدعم الرئيس الأمريكي ( بايدن ) حرب إسرائيل على غزة، وكل الأراضي الفلسطينية التي تنتهك يوميا، وينادي بحل الدولتين معا.
حسنا. نحن هنا ندعو السيد بايدن رئيس الدولة الأكثر قوة في العالم، والأكثر قدرة أيضا إلى تأكيد قوته وقدرته وإنسانيته، أن يعلن مباشرة ومن بيته الأبيض اعترافه القوي الشجاع بدولة (فلسطين) على التراب الفلسطيني، أن يتغير اسم الضفة والقطاع إلى الاسم الحقيقي. دولة فلسطين. وبشكل عملي لا بشكل لافتات.
إذا فعل بايدن هذا يكون قد نفذ عمليا وعده الحقيقي، وأوقف(رسميا) عدوان نتنياهو وتيار الأوغاد المستذئبين، وأثبت للعالم أن الولايات المتحدة الأمريكية. دولة مواطنة وديمقراطية تقف مع الحق وتدين الباطل. فهل يفعلها بايدن؟
هل يفعلها؟!