نصيحة السفير

آراء 2024/02/12
...

 حمزة مصطفى


السفير البريطاني في العراق ستيفن هيتش «شقندحي» وصاحب نكتة وإحتمال «صاحب ميز». يتكلم عربي بالمكسر الفصيح وأحيانا بالدارج المليح. يتشاقى ويمزح ولا يهون السفير الياباني، الذي يرى أن العراقيين مجرد «جاي وحجي». على صعيد السفير الياباني أخذتنا العزة بالإثم كالعادة. توحدنا جميعا، بل صرنا على قلب رجل واحد من أجل إدانة هذا السفير، الذي كان عليه أن يقف عند حده عندما يتكلم عن العراق المتفق عليه بالهنبلات وكرة القدم لحظة فوز الفريق على منتخب شقيق أو صديق. 

أما سعادة السفير البريطاني، فهو لم يتجاوز حدوده الكلامية لأن جماعة أبو ناجي يعرفون الشخصية العراقية أكثر من علي الوردي عشرين مرة. إذن هم يعرفون كيف يتكلمون ومتى يتكلمون وعماذا يتكلمون عنا. سعادة السفير القادم الينا من البلاد التي كانت أيام جدته المرحومة مس بيل لاتغيب عن أرضها الشمس حرص أن يحذرنا من قادم الأيام. المشكلة إنه يقدم لنا النصائح في وقت غابت عن أراضي امبراطوريته كل الشموس والأقمار، وباتت اليوم حائرة بين ملك مصاب بالسرطان وهو في ثاني أيام حكمه الرمزي كأب روحي ورأس للكنيسة بعد إنتظار دام عقودا على دكة الإحتياط وبين رئيس وزراء من أصول أسيوية. من كان يتصور أن هذه الإمبراطورية، التي كان يقف على رأس حكمها زعيم من طراز تشرشل وسيدة حديدية من وزن مارغريت تاتشر تتمرمط في ما بعد مع مجموعة من رؤساء حكومات الصدفة، حتى وصلت إلى ريشي سوناك الذي لو دامت لغيره ماوصلت اليه. 

السير هيتشن يقول لنا بالمكسر العربي الفصيح أن العراق سيصل في عام 2040 إلى 70 مليون نسمة وبالتالي سيكون دخلنا من النفط أقل بكثير من الوضع الحالي. نصيحة ثمينة بلاشك وإن كانت هذه المعلومة تعرفها حتى جدتي «حمدة المسربت» الله يرحمها التي توفيت عام التأميم سنة 1972 وقبل سنة من إيقاف صادرات النفط، بسبب حرب تشرين آنذاك وارتفاع أسعار النفط بشكل غير مسبوق، وبدء مراحل النهب واللفط والشفط حتى آحر برميل نفط وربما بئر ماء. 

جدتي رحمها الله ماتت على وقع الشعار الخالد «نفط العرب للعرب موتوا يرجعية» و»الزراعة نفط دائم». والمحصلة لا الرجعية ماتوا ولا استفادوا العرب من النفط ولا الزراعة حلت محل النفط. ما زلنا منذ 5 عقود نستورد حتى الرمان من ثلاث دول وهي تركيا وسوريا واليمن.

وصرنا نعرف أن الأحلى بين هذا الرمان المستورد هو الرمان اليمني، يليه بحلاوة أقل لمن لايحب السكر زيادة الرمان السوري بينما الرمان التركي بيه شوية حموضة». 

لا أحدثكم عن اللالنكي الباكستاني ولا الموز الصومالي فهذا يحتاج نصيحة من السيدة رومانسكي قبل أن ترينا عرض اكتافها وترحل لتحل محلها سفيرة وفوق العادة.. شدّوا روسكم «كرعان ومتكرعنين».