وحدة الموقف في مواجهة الأزمة

آراء 2024/02/13
...

  سعد العبيدي

لم يعد خافياً في وقتنا الراهن مقدار أزمة التهديد التي تواجه أمن العراق القومي، والحكومة نتيجة قيام الدولة الأقوى، والأشرس أمريكا بانتهاك سيادة العراق وأجوائه بغية استهداف حياة قادة عراقيين محسوبين على المقاومة، في ظرف زماني ومكاني بات العالم فيه مضطرباً، وأضحت المنطقة التي يقع فيها العراق أقرب إلى برميل بارود، ينتظر الشرارة، ولم يعد خافياً كذلك أن جزءاً كبيراً من هذه الأزمة قد تكوّن نتيجة وجود موقفين متناقضين للتعامل مع وجود قوات التحالف الدولي الأمريكي على الأرض العراقية، موقف حكومي ينتهج السبل الديبلوماسية، والطرق التفاوضية لإنهاء ذلك التواجد الذي تأسس في الأصل على موافقات حكومية مهدت له إبان الحرب التي دارت مع داعش الإرهابية، وموقف ثوري مقاوم يتأسس على حتمية استخدام السلاح، أو القوة المقاومة لتأمين ضغط كاف يجبر قوات التحالف بشكل عام، والأمريكان على وجه الخصوص بالمغادرة وترك الساحة.
إن ذلك التناقض في الموقفين أضعف الدولة، وأحرج الحكومة شعبياً وسياسياً، قيد هامش حركتها في الساحة الدولية من جهة، ومن جهة أخرى أزال الغطاء الرسمي من على الفصائل المقاومة، كشف حركتها، ما عرضها للاستهداف دون قيود وحسابات التأثير، وردود الفعل السياسية.. نتيجة ذلك لن تتوقف تداعيتها عند حدود هذه الخسارة، بل ويخشى من استمرار تداعيها حدود عدم تحمل الكلفة، والخشية الأكبر من انفجار برميل البارود، الذي قد يحول انفجاره الجهد العسكري للتحالف الدولي الموجود في البلاد، ويغير من اتجاهاته لمحاربة داعش إلى محاربة الفصائل المصنفة مقاومة، عندها سيصعب السيطرة على الموقف، وسيعود العراق إلى نقطة الصفر، الأمر الذي يفرض على قادة السياسة والدولة السعي إلى توحيد المواقف، وإيكال زمام التعامل مع أمريكا والتحالف إلى الحكومة جهة وحيدة قادرة على التحرك والمناورة، مع الأخذ في الاعتبار أن الدول التي تتعدد فيها المواقف من القضايا الاستراتيجية، دول تكون غير قادرة على إدارة الدفة.