بغداد: الصباح
في آذار الماضي، رحل ثامر الزيدي من العاصمة المجريَّة بودابست عن عمر تجاوز الثمانين عاماً سخرها في الإبداع الفني بمختلف مجالاته، فقد كان المؤسس الأول للمسرح في ديالى، قبل أنْ ينتقلَ بالعمل المسرحي في بغداد ثم بين اليمن وليبيا والمجر، وتخصَّصَ شيئاً فشيئاً بمجال ثقافة الأطفال وأفلام الرسومة المتحركة وبرنامج الأطفال العربي الأشهر "افتح يا سمسم".
في الجلسة الاستذكاريَّة التي نظمها اتحاد أدباء ديالى الأسبوع الفائت تحدث صديق الزيدي الكتبي إبراهيم الدهلكي مستذكراً مسيرته الطويلة وزيارته الأخيرة لمدينته بعقوبة في العام 2013، إذ أخبر الدهلكي آنذاك بنبوءته بأنَّ الزيارة ستكون الأخيرة للعراق وقد تحقق ذلك فعلاً.
وذكر الرائد المسرحي البعقوبي سالم الزيدي خلال الجلسة بأنَّ "الراحل كان قد أسَّسَ أول فرقة مسرحيَّة في ديالى مطلع الستينيات وحملت اسم (فرقة مسرح بعقوبة للتمثيل) وكانت التدريبات التي تجريها الفرقة تقامُ في منزل الزيدي".
وأشار الى أنَّ "الحديث عمَّا قدمه الزيدي لمسرح بعقوبة فكرياً وجمالياً ومعرفياً لا تكفيه جلسة استذكاريَّة واحدة".
وأسهم في الجلسة الفنان المسرحي المغترب صباح الأنباري، الذي أشار الى أنَّ "الزيدي واجه الكثير من الصعوبات والتعقيد لتقديم العروض المسرحيَّة في بعقوبة بسبب الموافقات الأمنيَّة والرقابيَّة، ثم اتجه لتقديم التمثيليات التلفزيونيَّة التي كانت تبث مباشرة لعدم وجود أجهزة تسجيل آنذاك ومنها تمثيليَّة (العقدة) و(بقال المحلة)".
وأضاف الانباري أنَّ "انهماك الزيدي في غربته بالعمل على الرسوم المتحركة وتأسيس استوديو متخصصٍ بثقافة الطفل لم يكن وليد الساعة ولم يكن منقطع الجذور إذ إنَّه قدم لأطفال العراق عام 1962 برنامجه التلفازي (صندوق الدنيا) وقدم عملين مسرحيين للأطفال الأول (مهاجرون) وكان مخرجاً له والثاني (رحلة الصحون الطائرة) وكان ممثلاً فيه".
وكان الزيدي قد أخرج أول فيلم رسوم متحركة عربي عام 2006 حمل اسم (ابن الغابة) عن قصة حي بن يقظان ونال عنه جائزة مهرجان القاهرة السينمائي الأول للأطفال وجائزة وزارة الثقافة المصريَّة، كما أسهم في
إخراج وتقديم عددٍ من برامج الأطفال أشهرها "افتح يا سمسم" و"افتح ابوابك يا وطني".