بغداد: كاظم لازم
حكاية اثنتين وأربعين لوحة نحتيَّة اجتمعت في قاعة كولبنكيان للفنون التشكيليَّة، صباح يوم الثلاثاء الفائت في معرض التشكيل الثاني عشر للفنان أحمد الناصري الذي حمل اسم (نون) وهي تجربة تشكيليَّة نادرة من خلال مزج الحرف العربي ودلالاته في عملٍ نحتي ذي مضامين جماليَّة وإنشائيَّة ليصنع في النهاية هارموناً بصرياً له أبعادٌ عميقة.
الناصري قال لـ"الصباح": "لم تكن هذه التجربة هي وليدة الحاضر فقد رافقني الحرف العربي ومزجه مع بداياتي فمنذ 22 عاماً أعمل على صناعة مدينة حروفيَّة تبلغ مساحتها 5 كيلومترات وهي أول مدينة في العالم تشهد هذه التجربة وعملت على هذا النهج مع مجموعة كبيرة من المعارض التي أقمتها في سوريا والمغرب ومصر وقطر والسعودية وتونس، ومن المؤمل أنْ تخرج هذه المدينة للواقع من خلال دولة الإمارات خلال الأشهر المقبلة وهي الآن في طور الدراسة".
من جانبه قال الإعلامي والشاعر عبد الحميد الصائح "في المعرض حروفٌ تتحول الى مدن، وأسماكٌ راقصة وسط المواقد، طيورٌ تنقر السماء، نساء يستحممن في الحجر، وماشية ترعى على الورق، عالمٌ منفعلٌ وثوري وساخرٌ يتنقل من الاحتفال الصاخب الشعاري الشعبوي في الساحات العامة الى الرمز النخبوي حين تصبح الحياة ذاتها هي الإشارة والعمل الفني معادلاً موضوعياً لها معادلة لا تجدها إلا نادراً".
وأضاف "الناصري فنان نادرٌ ومدهشٌ وجريء، فنانٌ عصاميٌّ مختلفٌ يرتكب أفعالاً خارقة بأعصابٍ باردة".
الناقد رحيم يوسف أشار الى أنَّ "الناصري عبر تمكنه وتجاربه التي لا تنتهي من قلب المعادلة الجماليَّة وهو ينتقل بين السطوح التصويريَّة ومداعبة الملامس الى المدينة الحروفيَّة وأسلوبه المعماري الذي أنجز قريباً في كشف أسرار جماليَّة جديدة في الاستخدامات الفنيَّة المختلفة وخلافاً لبقيَّة الفنانين الحروفيين بغرائبه المتدفقة حيث استنطق الحرف بحساسيَّة الملمس وبقيمة الخامات شكلياً أو تزيينياً سواء على السطوح التصويريَّة أو في الاشتغالات النحتيَّة الحديثة التي نفذها باحترافيَّة عالية حيث يطلق الروح الكامنة في الحرف ليصبح أكثر حركة وانسجاماً وتناغماً".