جارنا أبو ثائر

الصفحة الاخيرة 2024/03/05
...

مفيد عباس



مذ كان تلفزيون العراق بقناتيه العتيدتين ( 9 و 7 ) ونُدرة ما تنقله من مباريات لكرة القدم، كان أبو ثائر (رحمه الله)  يتابع اي شاردة وواردة تخص أي مباراة لأي فريق على وجه الارض، حتى لو كانت المباراة محلية، كأن تكون بين فريقي تلعفر وفريق هور الحويزة، أو عربية مثلا، بين فريقي دمياط والترسانة.

بعد انتقال أبي ثائر للرفيق الأعلى، ورث ثائر عن أبيه تلك الهواية، وعشق  المتابعة وتشجيع نادي الطيران، أو القوة الجوية، ولنا أن نفهم حجم  ذلك الولع عندما نعلم، أن 

ثائر كان أسيرا في إيران، وفي اليوم الذي عاد فيه من الأسر عام 1990 ، سمع أن فريق الجوية كانت له مباراة أمام الشرطة عصر نفس 

اليوم، فارتدى بنطاله الماروني الچارلس، وقميصه الكريمي المورد، الذي بدا عليه كبيرا جدا، لأنه عاد من الأسر بنصف ما كان عليه قبل عام 1982، عام الأسر الأكبر، وذهب للملعب رفقة كاظم ابن أبي كاظم، وتوفيق ابن ولي المضمد ليستنشق معهما هواء ملعب الشعب، وعلى حد قوله: هسه ردت 

روحي .

والى يومنا هذا، فأبناء ثائر الذين انجبهم من زوجته الخانقينية بعد عودته من الأسر، يتابعون مع أبيهم كل ما يجري على كل مستطيل اخضر في العالم، ويجرون خلف كل كرة دارت في الملاعب، وصوت تشجيعهم وتحليلاتهم وانتقاداتهم أسمعها كلما زرت مطبخنا المستقر في آخر المنزل، طبقا للخريطة التي رسمها جواد المهندس عام 1980 لتكون للمطبخ اطلالتان، واحدة على المجاز المؤدي الى الطارمة، وأخرى على منور صغير يفصلنا عن بيت أبي ثائر، اتسع فقط ليحوي سخانا وقنينتي غاز، لأفتح الثلاجة في أول جولة استكشافية بعد عودتي من العمل، فأكشف كلما هو مغطى، علني اجد كباية حلب، او لحمة متبقية من مرگة باميا كانت قد تنغصت لي امي بها، فوضعتها بماعون كوب، وغطتها بقبق قدر صغير، لعلمها بعشقي لكل ما بات واستبرد، فأفتتح بها شهيتي للعشاء على صيحات أبناء ثائر ابن أبي ثائر الكروية العاشقة

للجوية.