مفيد عباس
كل شيء يختلف في رمضان، لما لهذا الشهر الفضيل من دور في تغيير لنمط الحياة اليومية المعتادين عليها في الأشهر الأخرى، وطبعاً هذا بسبب الصيام نهارا، فنجد الحياة فيه مسائيّة أكثر، والسهر أطول، والتسمّر أمام شاشات التلفزيون لمشاهدة المسلسلات اصبحت من علامات هذا الشهر، ناهيك عن الطقوس الدينيّة والاجتماعيّة التي ترافق أيامه ولياليه.
من عادات العراقيين هو التواصل بين الجيران قبل وبعد الفطور، وذلك عبر الصحون المعمورة بما يجود بها أهلها لمن هم حولهم أو أبعد قليلا.
في كل يوم رمضاني تطرق بابنا مرتين، وبمعنى أدق بوقتين، لان احتمالية طرق الباب أكثر من مرة في كل وقت من هذين الوقتين كبيرة.
الوقت الاول هو قبل الفطور مباشرةً، والبارحة كانت مرتين، مرة ماعون تمن وعليه نص دجاجة مشوية عالفحم من بيت ابو سلوان وكانت هذه المرة الاولى التي اسمع بها اسم ابو سلوان .. يبدو أنه جديد .
المرة الثانية كانت تحمل معها رغيفين حارين من بيت مصطفى الحلاق (اجتي بوكتها) لما لخبز البيت الحار دور بإمكانه ان يغطي على كل الهفوات والسقطات المطبخيّة التي تقع بها ربّات البيوت أحيانا نتيجة التعب والصوم وأشياء أخرى.
الوقت الثاني هو بعد الفطور، ولمرتين أيضا، أو أكثر، مرة حلاوة ومرة زنود الست، لكن الأبرز هي وقوف مجموعة من أطفال الطرف، يطرقون على صفائح وجليكانات ويصرخون بعلو صوتهم: ماجينا ياماجينا .. حل الچيس وانطينا، على الرغم من ان مناسبة الماجينا هي في الخامس عشر من رمضان.
توجهت لصغير القوم.. لك امشي انطيهم ألف وخلصني منهم.. بسرعة، لكني تذكرت حين كنا صغارا، ونزاول هذا الطقس الرمضاني، كيف كانت السعادة تغمرنا حين يضع راعي البيت بيد كل واحد منا عشرة فلوس، وربما خمسة.. استدركت وطلبت من صغير القوم التريث (اوگف اوگف لتطلع خلي اني اطلع.. ولمن طلعت وصلوا للمقطع الأهم بالأنشودة:
الله يخلي راعي البيت .. آمين
وبجاه الله واسماعين .. آمين
لك حمودي بعد لتدگ بالباب .. بس عالتنكة مو هرجتنا
- اي عمو
- يالله عيدوها من جديد
تريدون فلوس لو كل واحد موطة ام الكبوس؟؟
- انطينا ربع أحسن
- لك ربع شتسوون بي وانتو اربعة؟
- نجمعهن بعدين ونشتري بيهن
- زين واذا انطيكم ألف
صوتهم وصل لأبو غريب !!