لا مفرَّ من لعنة غزة

آراء 2024/03/20
...

  أ.د عامر حسن فياض

إن لعنة غزة ستلاحق هؤلاء وجميع أطراف الإبادة الجماعية في عالمنا، الذي يراد له أن يكون قذراً خاليا من النبل ممتلئا بالفوضى والتفاهة. نعم ستلاحقهم لعنة غزة لأن حماس لا ولن تتحول إلى طالبان ولأن حماس ليست صناعة غربية صهيوامركية. فالقادة في العالم لا يريدون التعامل مستقبلاً مع حماس، إذا انتصرت وعليه لا بد من إبادة حماس، والأخيرة لا تحصل إلا بإبادة كل الفلسطينين إبادة جماعية وإنهاء قضيتهم، التي أصبحت أيقونة لحركات التحرر الوطني في العالم اليوم.
من العيب على العقل الذي يتشدق بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ورعاية الطفولة ومناهضة العنف ضد المرأة أن يصبر على لوثة العدمية الاخلاقية، وهو يتلذذ كل لحظة بالفرجة على الموت لكل الجياع في غزة، وبالسكوت عن القتل المجاني لكل الابرياء في غزة وبالتغافل عن التدمير تفجيراً لكل حجر قائم في غزة، لأجل الخوف أو لإرضاء حفنة من المتدينين المتطرفين الصهاينة من اليهود بدعم ومساندة من دوائر الصهينة المسيحية الغربية، وقادة الصهينة المتأسلمة العربية وغير
العربية.
إن لعنة غزة ستلاحق هؤلاء وجميع أطراف الإبادة الجماعية في عالمنا، الذي يراد له أن يكون قذراً خاليا من النبل ممتلئا بالفوضى والتفاهة.
نعم ستلاحقهم لعنة غزة لأن حماس لا ولن تتحول إلى طالبان ولأن حماس ليست صناعة غربية صهيوامركية.
فالقادة في العالم لا يريدون التعامل مستقبلاً مع حماس، إذا انتصرت وعليه لا بد من إبادة حماس، والأخيرة لا تحصل إلا بإبادة كل الفلسطينين إبادة جماعية وإنهاء قضيتهم، التي أصبحت أيقونة لحركات التحرر الوطني في العالم اليوم.
لقد كشفت لعنة غزة وعمقت وشعبت عناوين الانقسامية الافقية والعمودية، التي ازدحمت بها الخارطة الاجتماعية والسياسية داخل الكيان الصهيوني، فلم تعد قاصرة على السيفارديم (يهود الشرق) والاشكنازيين (يهود الغرب)، بل فرخت انقسامات وتشرذم يتفجر كل يوم في الداخل الصهيوني.. ويظهر هذا الانقسام واضحاً تحت عنوان العلمانيين والمتدينين، وبين المتدين الصهيوني والمتدين غير الصهيوني وبين المستوطن وابناء المدن الفلسطينية المحتلة، وبين البيض والسود داخل الكيان وبين الفقراء والاغنياء وبين من يخدم والذي لا يريد الخدمة في الجيش وبين ممرات واسوار العزل بين النساء والرجال وبين مقابر تسمح لدفن كل الموتى ومقابر لاتسمح لدفن البعض من هذا الكل!
لا مفر من لعنة غزة طالما ان المطلوب تسييد الكيان الصهيوني ليس على فلسطين فحسب، بل على كل المنطقة وهو ما لا يدركه حتى الآن قادة الغفلة من العرب والمسلمين، الذين يعلمون جيداً أن لا مفر لهم من لعنة غزة عندما يتفجر غضب الشعوب العربية والاسلامية المرتقب، كذلك لا مفر لقادة الإبادة الصهيوامريكية من الرأي العالمي، الذي انقلب عليهم انقلاب وعي حر لإزاحة العدمية الاخلاقية التي تسيدت عقول هؤلاء القادة، الذين عسكروا جوهر التمدن الرأسمالي عسكرة متوحشة ليتحول اقتصاد الغرب من اقتصاد رفاهية إلى اقتصاد عسكري ليجعل من المساواة والعدالة الاجتماعية في الغرب مجرد سراب! إن لعنة غزة ستطاردهم ما لم تتطهر عقولهم وافعالهم من ذنوب الإبادة وتبرأ ذممهم من تزيف دماء الابرياء اهل كل غزة بل كل فلسطين.
إن غزة اليوم هي الكف الحي المتحرك بين الركام وكل ما يحيط بها عيون بعضها عمياء، وبعضها تدعي العمى لذلك لا مفر لكل بشر من لعنة غزة اذا اراد ان يكون انسانا.. ولا مفر لكل جماعة من لعنة غزة اذا ارادت ان نكون ذات ذكر طيب.. ولا مفر لكل سلطة بمؤسساتها وقادتها في كل ارجاء العالم من لعنة غزة اذا أرادت ان يكون لها شأن يذكر في
المستقبل.
لاتنتهي لعنة غزة على الذين يقولون ما لايفعلون للذين يقولون إنهم مع القضية الفلسطينية، ولا يقبلون لفظيا بالابادة الجماعية على غزة، ولا يفعلون غير تسكير معابر انقاذ اهل غزة جبناً أو خوفاً وخذلانا، متوهمين أن الجديد القادم لغزة وفلسطين هو جديد لصالح وحوش صهيوامريكية وذيول صهيومستعربة ومتأسلمة، ولم يدركوا بعد ان الجديد القادم لغزة ولكل فلسطين لا يصبح جديداً ولا قادماً من دون المقاومة الفلسطينية ومسانديها، بعد ان تقلص الكيان الصهيوني جغرافياً بلا اسرائيل الكبرى وبلا تطبيع، ومن لا يستطيع حماية جغرافيته لايستطيع أن يحمي جغرافية
الآخرين.
وليعلم كل من وقف في دائرة اللايعنيني إزاء أمر الابادة الجماعية لاهل غزة أن لعنة غزة ستلاحق عرب (النتن ياهو) المستعربة، ومسلمي (الباي دين) المتأسلمة وأسياد التوحش الغربي الرأسمالي الصهيوامريكي، وليفهموا أيضا أن نهاية هذه اللعنة، لن يتم الوصول اليها إلا عندما تعقد في غزة نعم في غزة قمة عرب حقيقيين بدون عرب مستعربين، تنظمها سلطة مقاومة فلسطينية تتلازم معها قمة اسلامية حقيقية في القدس دون اسلاميين متأسلمين تنظمها مقاومة عربية واسلامية.. إن ربيع طوفان الاقصى قادم بعد سقوط أوراق خريف أطراف الابادة من ورقة تطبيع إلى ورقة الاغاثة الانسانية، التي خططت لها اسرائيل وتنفذها الولايات المتحدة تحت عنوان (الجسر والرصيف) على شواطئ غزة..