مفيد عباس
مما تعودنا عليه في بداية أحد الموسمين، الصيف والشتاء، أن نستخرج المخزون من الموسم السابق، ونخزن ما ارتديناه من ملابس في هذا الموسم الذي ولى.
عادة فإنني انسى ما خزنته في حقيبة السفر الجوزية، غير القابلة للسفر بسبب عطل حدث في قبضتها، التي خرجت ولم ترضَ بالعودة لمكانها، مما دعا موظفة الخطوط أثناء عودتي من اسطنبول لبغداد، لرفض استقبالها حتى يتم ادخال القبضة ومساندها المتحركة في مكانهما، فاضطررت لكسرها وتسليمها بلا قبضة فانتهى بذلك امر الحقيبة الجوزية، لأن تكون خزانة للالبسة التي انقضى موسمها، ومع نسياني لما خزنته في الموسم السابق، إلا أنني تذكرت جيدا القمصان الأربعة، التي اشتريتها نهاية الصيف الفائت ولم أرتدها، فأول ما بحثت عنه كان القمصان السمائية الأربعة فلم أعثر عليهن، ما دعاني لأسأل أهلي :
- منو شاف قمصاني السمائية الأربعة اللي اشتريتهن العام؟
النفي كان سيد الموقف، بس أمي ظلت ساكته، فاتحة الثلاجة وما أدري شتدور بيها.. زين هي صايمة، قابل رايحة تشرب مي، لو تاكللها مشمشاية .. ظل الفار يلعب بعبي .. بسلا مسويتهن وصل تمسح بيهن الطباخ والكاونتر.
اليوم الصبح، فاتت السيارة مال الزبل، بقيادة كريّم ومساعديه الثلاثة، يدگ هورن حتى الناس تطلع حاوياتها مال الزبالة .. چانوا نايمين بالبيت وبس اني گاعد .. طلعتها اني .. وبيدي الف دينار كإكرامية لعامل النظافة الذي سيفرغها في الكابسة.
- شكرا عيوني ما اخذ منك.. خيرك سابق.
- وينه خيري السابق هاي أول مرة انطيك.
- لا مو الحجية ذاك اليوم نطتنا أربعة قمصان يخبلن .. رحم الله والديها.. راح نلبسهن بالعيد ونندعيلها.