خالد جاسم

أتمنى مِلء القلب ألّا يكون المنتخب الأولمبي لكرة القدم وبعد انتهاء مهمته المرتقبة في أولمبياد باريس 2024 سلعة بائرة أو عربة انتهى مفعول سيرها بنفاد حصتها المقررة من الوقود وحان وقت تصنيفها في خانة (السكراب) حتى مع تجديدنا التمني بنجاح هذا المنتخب في تحقيق ما هو أكبر من سقف التوقعات في مسابقة كرة القدم الأولمبية وتكرار التمني بالحفاظ عليه في مرحلة ما بعد الأولمبياد وليس كما حدث في آخر مشاركة لهذا المنتخب في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 وتبعثر لاعبيه وعدم الاستفادة منه ليكون النواة الحقيقية للمنتخب الوطني الجديد في حينه, وكما حدث في تجارب مماثلة عايشناها طوال السنوات السابقة باستثناء تجربة المنتخب الأولمبي في دورة أثينا الأولمبية عندما أحرز المركز الرابع تحت قيادة المدرب عدنان حمد وليستمر هذا الفريق في دورة الحياة ليكون هو المنتخب الوطني الذي سجّل لنا بعد ثلاث سنوات من أحداث أثينا إنجازنا الخالد بإحراز كأس آسيا 2007, والواقع أنَّ هذا المنتخب الذهبي كان نتاج تخطيط صحيح وثمرة جهود كبيرة كانت انطلاقتها في عام 1998 عندما كانت مجموعة لاعبيه ضمن منتخب الناشئين الذي لعب في تصفيات آسيا في مسقط بقيادة الراحل الطيب الذكر عمو بابا الذي سلم الفريق في العام التالي لتلميذه عدنان حمد الذي تولى مهمة تدريبه تحت مسمى منتخب الشباب الذي توج أولى ثمار التألق وحصد ثمرة النجاح الأولى بإحرازه كأس آسيا للشباب في طهران عام 2000. نعم قد يكون هناك نوع من الملابسات وبعض من التساؤلات المستندة إلى تشخيصات قد تكون على قدر كبير من الصواب والدقة بشأن واقع حال المنتخب الأولمبي الحالي وتحديداً في مسألة مستواه الفني العام وازدواجية حضور بعضهم في المنتخب الوطني الذي أجدد ما قلته سابقاً بخطأ ارتباط انتظام دورة استمراريته بعناصر حاضرة في المنتخب الأولمبي, وهو أمر أعتقد أنَّ المدير الفني للمنتخب الوطني كاساس ربما ليس مدركاً له ولأبعاده وتأثيراته مع الشك في حقيقة علمه بحضور تلك الازدواجية في واقع المنتخبين, كما أني متأكد ربما حد اليقين أنَّ الأخير لا يحبذ هذه الازدواجية في التزامات اللاعبين بين منتخبين تنتظرهما مهمتان على قدر كبير من الأهمية من جهة وكونهما على قدر واضح أيضاً من التداخل من جهة ثانية, ومن ثم فإنَّ فض الاشتباك هذا حتى مع الإقرار بصعوبة تنفيذه, لكنه يبقى خياراً مطلوباً ولا أتصوره غائباً عن حسابات الكابتن راضي شنيشل الذي لا تنقصه الجرأة, ولا أقول المجازفة في الاستغناء عن لاعبي الأولمبي وفي صناعة منتخب وطني خالص سيُكتب على كاساس رسم ستراتيجية تحضير وإعداد مناسبة طالما أنَّ الهدف هو المونديال, ناهيك عن استحقاقات أخرى حتى وإن صنفت في الإطار غير الرسمي أو الودي. ومن هنا فإنَّ مسألة الإبقاء على المنتخب الأولمبي لما بعد الأولمبياد هي مسألة أراها من وجهة نظر شخصية على جانب مهم من الضرورة حتى لو تطلب الأمر تسمية هذا المنتخب بالمنتخب الرديف والعمل في الوقت ذاته على وضع مسارات لبناء منتخب أولمبي جديد تتم تسمية مدرب ثابت له ولعقد يمتد لأربعة أعوام شريطة اختيار لاعبيه من منتخب الشباب وبذلك نضرب أكثر من عصفور بحجر واحد على صعيد ضمان حضور التدرج الصحيح في بناء المنتخبات الوطنية أولاً وعدم هدر ما تم بناؤه وبجهود وأموال على المنتخب الأولمبي الحالي عبر إيقاد شمعة عمر جديد له تحت مسمى المنتخب الرديف الذي تبقى بطارية اشتغاله قيد الشحن المستمر ثانياً وحتى نستثمر ما تبرز من مواهب وقدرات مقبلة في دوري الكرة وما يعنيه ذلك من تحفيز لكل اللاعبين ثالثاً ولتوسيع قاعدة المنتخبات الوطنية رابعاً.