القدس المحتلة: وكالات
شهدت الساعات الماضية تصعيداً كبيراً ولافتاً، لا سيما في محاور شمال غزة التي عاد الجيش الإسرائيلي للتوغل فيها مجدداً، في حين أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام - الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) - تنفيذها عددا من الهجمات شمال القطاع وجنوبه، بينما أعلن جهاز الدفاع المدني بغزة انتشال جثامين 10 شهداء من حي السلام شرقي مدينة رفح.
وتحاول آليات الاحتلال الإسرائيلي التوغل إلى وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة، كما دفعت بتعزيزات جديدة، وسط اشتباكات ضارية مع فصائل المقاومة، وأطلقت قوات الاحتلال النار بكثافة على مراكز إيواء في المخيم، مجبرة مئات الفلسطينيين على المغادرة، كما أنها تستهدف سيارات إسعاف تحاول التحرك داخل المخيم. يأتي ذلك، وسط قصف عنيف متواصل على مناطق سكنية مكتظة في المخيم، الأمر الذي أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين.
ومنذ أمس الأول الأحد، وسّع الجيش الإسرائيلي توغله شرقي مخيم وبلدة جباليا (شمالي قطاع غزة) تحت غطاء ناري كثيف تنفذه طائرات حربية ومدفعية على مناطق متفرقة من المخيم الذي نزح منه آلاف الفلسطينيين، واستشهد وجرح العديد منهم.
ويستهدف القصف المدفعي الإسرائيلي المتواصل مباني سكنية في مخيم جباليا، وسط إطلاق نار من مروحيات ومسيرات على كل من يتحرك بالمنطقة. في حين شهد مخيم جباليا ومناطق واسعة شمالي القطاع حركة هجرة كبيرة للفلسطينيين منذ ساعات الصباح الأولى إلى غربي مدينة غزة.
وفي سياق متصل، قالت كتائب القسام، إن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع جنود إسرائيليين شرق شارع جورج في محور التوغل شرقي مدينة رفح، وأضاف بيان للكتائب أن المقاتلين استهدفوا ناقلة جند إسرائيلية في المكان نفسه بقذيفة الياسين 105.
ورغم التحذيرات الدولية، فإن الجيش الإسرائيلي وسّع نطاق عملياته شرقي رفح، ودعا سكان أحياء أخرى إلى النزوح باتجاه منطقة المواصي (بين رفح وخان يونس)، بذريعة وجود نشاط عسكري لحركة "حماس".
وقد استشهد 22 فلسطينيا، بينهم نساء وأطفال، في غارات وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق متفرقة من مدينة رفح خلال الـ24 ساعة
الماضية.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنهم لا يريدون أن تشن إسرائيل هجوماً شاملاً على رفح، ولكن ليس لديهم أي "خطوط حمراء" في ما يتعلق بإسرائيل.
وأوضح بلينكن في لقاء على قناة (إن بي سي)، أمس الاثنين، أن إسرائيل لم تقدم لهم خطة موثوقة، وأن مهاجمة رفح حيث يلجأ مليون ونصف مليون مدني فلسطيني من دون خطة ستكون لها عواقب وخيمة. وأشار إلى أن إدارة بايدن قدمت الدعم الكبير لإسرائيل منذ 7 تشرين الأول وستواصل هذا الدعم.
ورداً على سؤال عن تهديد الرئيس بايدن بوقف الأسلحة وما هو الخط الأحمر لدى بايدن؟ قال: "عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فإننا لا نتحدث عن الخطوط الحمراء هنا"، ولفت إلى أنهم يجتمعون باستمرار مع إسرائيل في كل قضية ويحاولون حل المشاكل بهذه الطريقة. وأضاف بالقول: "إن موقفنا من رفح واضح، لكن ليس من الصواب تعريفه على أنه خط أحمر".
وفي حديثه لبرنامج "Face the Nation" على قناة CBS ذكر وزير الخارجية الأميركي، أنه بالنظر إلى الحوادث التي قُتل أو أصيب فيها أطفال ونساء ورجال في الهجمات الإسرائيلية على غزة، فمن "المعقول اعتبار أن إسرائيل لم تتصرف وفقا للقانون الإنساني الدولي في بعض الحالات".