موسكو: وكالات
كثّفت روسيا قصفها عشرات القرى الأوكرانية الحدودية، وأعلنت تدمير 25 صاروخاً أطلقتها أوكرانيا التي وصل إليها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، صباح أمس الثلاثاء، "للتأكيد على ثبات الدعم الأميركي لها".
وأكدت وسائل الإعلام الروسية، أن "العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا مستمرة"، مضيفة أن الجيش الروسي "يحبط محاولات قوات كييف شن هجمات مضادة، ويتقدم على مختلف المحاور ملحقا بالعدو خسائر فادحة بالعتاد والأرواح". وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن دفاعاتها الجوية دمرت 25 صاروخاً من نوع "فامبير" أطلقتها أوكرانيا من قاذفات صواريخ متعددة فوق منطقة بيلغورود، أحد الكيانات الفدرالية الروسية.
في المقابل، قالت القوات الجوية الأوكرانية إن أنظمتها للدفاع الجوي دمرت 18 طائرة هجومية مسيّرة أطلقتها روسيا خلال الليل على الأراضي الأوكرانية، "منها منطقة كييف ومناطق الخطوط الأمامية"، مضيفة أن روسيا أطلقت صاروخا باليستيا من طراز إسكندر - إم. ولم يتضح بعد مصير الصاروخ.
كما أعلنت كييف تعرض 30 بلدة في شمال شرق أوكرانيا لقصف روسي، في حين تواصل موسكو هجومها في منطقة خاركيف؛ حيث استولت على عشرات الكيلومترات المربّعة في غضون أيام وأجبرت الآلاف على المغادرة.
وعبرت القوات الروسية الحدود يوم الجمعة الماضي لشن هجوم باتجاه بلدتي ليبتسي وفوفتشانسك، الواقعتين على بعد نحو 50 كيلومترا شمال شرق خاركيف ثاني مدن البلاد.
من جهته، قال رئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني أولكسندر ليتفينينكو: إن "أكثر من 30 ألف" جندي روسي يشاركون في الهجوم البري الروسي الجديد في خاركيف.
ومع استمرار القصف المتبادل؛ استهل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، زيارة إلى كييف لم يعلن عنها من قبل لطمأنة أوكرانيا، والتأكيد على "دعم واشنطن الثابت لكييف".
وأكد بلينكن في منشور له على منصة "إكس" أن واشنطن "ستواصل دعم أوكرانيا التي تدافع عن حريتها ضد العدوان الروسي"، بحسب وصفه.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن بلينكن سيلتقي في كييف الرئيس زيلينسكي، إلى جانب مسؤولين أوكرانيين رفيعي المستوى، وأضاف أن الزيارة ستتخللها مباحثات بشأن تأثير المساعدات الأمنية والاقتصادية الأميركية الجديدة، وجهود دعم التعافي الاقتصادي لأوكرانيا.
يشار إلى أن زيارة بلينكن إلى كييف هي الرابعة منذ الحرب مع روسيا في شباط عام 2022، وتتزامن مع مواجهة كييف حاليا هجوما روسيا جديدا شمال شرقي البلاد.
وأعلنت الإدارة الأميركية الأسبوع الماضي حزمة أخرى من المساعدات العسكرية لكييف يبلغ مجموعها نحو 400 مليون دولار. وتشمل تلك المساعدات ذخيرة لنظام الدفاع الجوي باتريوت، وقاذفات صواريخ متعددة إضافية من طراز "هيمراس" مع الذخيرة، إضافة إلى صواريخ "ستينغر" المضادة للطائرات وذخيرة مدفعية عيار 155 و105 ملم.
يذكر أن روسيا تسيطر حالياً على نحو 18 % من أوكرانيا، وتحرز تقدماً منذ فشل كييف في تحقيق تقدم كبير في هجومها المضاد على القوات الروسية العام الماضي.
بالتزامن، أعلن البيت الأبيض توقيع الرئيس الأميركي، جو بايدن، على مشروع قانون يحظر استيراد اليورانيوم المنخفض التخصيب من روسيا، أو من قبل كيان روسي.
مشروع القانون هذا، كان الكونغرس الأميركي قد أقرّه، ووافق عليه مجلس الشيوخ في 30 نيسان الماضي. ويتضمن القانون الذي سيدخل حيز التنفيذ بعد 90 يوماً من اعتماده، فرض حظر على استيراد اليورانيوم المنخفض التخصيب المنتج في روسيا أو إحدى الشركات المسجلة هناك، وسيتواصل الحظر حتى عام 2040.
وحذرت شركة "سنتروس"، التي تعدّ أكبر شركة للوقود النووي في الولايات المتحدة، من أنها بعد فرض الحظر، "ستطلب من الإدارات المعنية تقديم استثناءات من أجل مواصلة توريد اليورانيوم لعملائها ولضمان مصالح الصناعة النووية الأميركية برمتها".
في المقابل، أعلن المدير العام لشركة "روساتوم" (تجمع الأصول المدنية للصناعة النووية الروسية)، أليكسي ليخاتشيوف، في وقت سابق، أنّ القيود التي تفرضها الدول غير الصديقة على الشركة، بما فيها القيود على مادة اليورانيوم، ستوجّه في المقام الأول ضربة خطيرة لتكلفة المشاريع النووية لهذه الدول، لكنها لن تقيّد "روساتوم" بسبب نمو الأسواق النووية للدول الصديقة.