جلسة نيابية بشأن النزوح السوري في لبنان

قضايا عربية ودولية 2024/05/15
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط

يترقب اللبنانيون اليوم الأربعاء جلسة مهمة لمجلس النواب، تكرس لأزمة النازحين السوريين في لبنان، بعد أن تفاقمت المعضلة في الفترة الأخيرة، بالتزامن مع أزمة اقتصادية خانقة تعصف بالبلاد، وعلى إثر ذلك قامت الجهات المعنية في الأسبوع الأخير بختم العديد من المحال التي يشغلها السوريون في مختلف مناطق لبنان بالشمع الأحمر.
وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، قد ذكر في تصريح سابق، أن "عدد النازحين السوريين بات يناهز ثلث عدد اللبنانيين، مع ما يترتب على ذلك من أعباء وتحديات تضاعف من أزمة لبنان الاقتصادية والمالية وتهالك بناه التحتية".
ووفقًا لتقديرات لبنانية؛ فإن عدد النازحين السوريين في لبنان يبلغ نحو 1.8 مليون، منهم نحو 880 ألفا سجلوا لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وفي السياق، أكد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، أن "هناك إجماعا على معالجة ملف النازحين السوريين في لبنان، واجتماع مجلس النواب الأربعاء هو فرصة لتقديم طروحات عملية لملف النازحين السوريين"، وأضاف: "ذهبت إلى الرئيس السوري بشار الأسد وشجعت عودة النازحين إلى القُصير، لكن الجمعيات الممولة من الأوروبيين كانت تمنعهم".
بدوره، أشار عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبد الله، في تصريح لـه، إلى أن الكتلة تتطلع إلى أن يخرج مجلس النواب في جلسة الأربعاء، التي ستبحث ملف النازحين السوريين، بموقف موحد تتسلح به الحكومة في المباحثات مع المجتمع الدولي والحكومة السورية. وأضاف "أن المزايدات بين القوى السياسية حول هذا الملف، هي جزء من (الفلكلور) اللبناني"، ولفت إلى أن الأساس هو أن هذا الملف يمثل عبئاً على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، معتبراً أن "هناك شيئاً يجب أن يحصل على المستوى الداخلي، بالإضافة إلى التفاوض مع المجتمع الدولي والحكومة السورية، كي تتحمل كل جهة مسؤولياتها بدل حالة التخلي الحاصلة".
في حين أكد اللواء عباس إبراهيم، المدير العام السابق للأمن العام، أن "ملف النزوح السوري في حاجة، بكل بساطة، إلى جرأة وقرار شجاع"، معتبرا أن "هناك خوفا من المجتمع الدولي، فهذا المجتمع الذي استشعر مؤخرا خطر الهجرة السورية إليه عبر الحدود البحرية للبنان، وحمل لنا معادلة بسيطة: ندفع لكم وتدافعون عنا، فلكم منا وعد بمليار يورو ولنا منكم منع النزوح السوري إلى بلادنا".
هذا واستأنف لبنان، أمس الثلاثاء، تسيير رحلات العودة الطوعية للنازحين السوريين من الأراضي اللبنانية إلى مناطقهم في سوريا؛ إذ نفذ الأمن العام اللبناني رحلتين تشملان 300 نازح، وتتجهان إلى القلمون (ريف دمشق) وحمص، بينما التقى وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، في البحرين، وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية التي تستضيفها العاصمة البحرينية المنامة، وبحثا مشكلة النازحين السوريين
في لبنان.