علي الباوي
الحديث عن جريدة الصباح يشبه مشاهدة مسرحية بفصول عديدة، فهناك لاعبون على الخشبة وجمهور يتطلع إلى الأضواء.
على المستوى الشخصي، كانت الصباح بعيدة المنال بالنسبة لي، كأن يمر أحدهم من جوار القصر الجمهوري ويتخيل أنه سيجلس على كرسي الرئاسة في يوم ما.
كانت الصباح هي الحلم الأغلى، وشاءت المصادفات أن أحقق هذا الحلم، ليس بشهر أو شهرين، بل بسنوات طويلة من العمل الشاق والسعي إلى ملاحقة كل جديد وإضفاء اللمعة عليه.
في عملنا بالقسم الرياضي واجهنا الكثير من المتاعب، وخاصة تلك التي تلزمنا البقاء لساعات متأخرة من الليل لتغطية حدث ما، أو انتظارا لانتهاء مباراة ما، لكن هذه المتاعب تتلاشى صباحا عندما نلمس أصداء ما تعبنا ليلا لأجله، على هذا المنوال تسير أيامنا بلا كلل أو ملل، ومع التجربة الطويلة ندرك أن هذا الجهد لا يثمر فقط على مستوى العمل والأجر، وإنما في ذلك العرفان الذي يتولد بين الجمهور الرياضي، عندما يرى مطبوعنا كل يوم.
الصحافة مسؤولية وعطاء لا يكل، لذلك تبقى الحيوية هي المعيار الأول لنا، فلا مكان للتقاعس والملل ولا حتى للأمراض والوعكات العابرة.
الصحافة وتحديدا الصباح تجبرنا دائما على أن نكون بأعلى درجات اليقظة في هكذا أعمال يومية قد تتشابه فيها النتائج. أحدنا قد يسأل نفسه؛ وماذا بعد هذا كله؟ إنه فوز أو خسارة، لكن الحقيقة غير ذلك، فنحن أكثر جهوزية من لاعبي الرياضات، وأكثر حماسة من الجمهور المترقب، نتمرن يوميا على الكلمة ونشحذ قدراتنا لكي نصبح مؤهلين للمراقبة والفهم.
الصحافة الرياضية ليست مجرد نقل للوقائع، بل هي صناعة للأمل. شمعة الصباح الجديدة التي نوقدها من محبتنا هي بمثابة عهد جديد لسنة مقبلة، سنكون فيها كما ربتنا الصباح، نتعب ونركض وأحيانا نختلف، لكننا نقفل باب قسمنا ونذهب إلى البيت ونحن سعداء.