خالد جاسم
مبادرات التكريم التي نالها رباعنا الذهبي الواعد علي عمار يسر، بعد الإنجازات المتألقة التي حققها عالميا وآسيويا، وهي تضاف إلى إنجازاته السابقة عراقيا وعربيا، تأتي منسجمة مع ما سجلته هذه الموهبة العراقية الفذة التي تستحق التقدير والتكريم معا، إلى جانب اتحاد رفع الأثقال العراقي الذي يفتخر بابنه البار البطل علي، الذي عززت نتائجه الكبيرة وإنجازاته الرائعة مسيرة رفع الأثقال واتحادها المسؤول، حتى صار عام 2024 هو عام رياضة قهر الحديد بحق، كما كان عليه الحال في عام 2012 عندما بزغ نجم الرباع الذهبي كرار محمد جواد، وعام 2018 في بروز الرباع صفاء راشد، وخصوصا كرار الذي كنا نعلق عليه الآمال كمشروع بطل أولمبي قبل أن تقهره الإصابة وتحرم رياضتنا من خدماته، كما استحق البطل صفاء راشد أن يكون رياضي العام الأول في العراق لعام 2018 عن جدارة كاملة، وهو يحفظ إرث أساتذته من المدربين وأبطال الأمس من عيار الذهب، أمثال محمود غائب ومحمد جواد وعبد الكريم كاظم تماما كما نحن لأسرة اتحاد رفع الأثقال، مهد أبطال الحديد، والذي يجدد لنا ولادات أبطال اللعبة باستمرار ويحافظ على تراثها باعتزاز .
ومبادرات التكريم هذه التي ابتدأتها اللجنة الأولمبية ممثلة بمكتبها التنفيذي، وتوالت غيرها من مختلف الجهات، تعكس الاهتمام بالرياضة وأبطالها، ونتمنى ألا تتوقف مثل تلك المبادرات بالنظر لما تنطوي عليه من معان ومدلولات عظيمة تخلق الحوافز المضاعفة للرياضيين، ليس للمردود المادي للتكريم، بل لانعكاسه الإيجابي في تعزيز روح الإبداع والتألق لديهم .
وما نتمناه ونحن نتحدث عن البطل الذهبي علي عمار يسر، أن تعضد اللجنة الأولمبية فقراتها الاستثنائية في أن توفر لهذا البطل فرص التطور والاحتكاك المتواصل، لأنه مشروع بطل أولمبي حقيقي، وليس مشروعا برسم التمنيات والرسم على الورق فقط, لأن المؤكد أن التنافس في كل الألعاب الفردية منها والجماعية في الدورة الأولمبية، هو تنافس ساخن وشديد بين مدارس متقدمة ومنتخبات عريقة وكبيرة، كما هو صراع تفوق مضن وقاس بين أبطال متمرسين يمتلكون كل معايير التفوق الشرس، وصنعتهم بلدانهم على مدى سنوات ليكونوا أبطالا بحق، وترسم عليهم الآمال في تأكيد هذا التفوق ميدانيا في المناسبة الرياضية الأهم والأكبر التي تجري كل أربعة أعوام، وهي الدورة الأولمبية، حيث يكون مقدار الأوسمة التي يحققها كل بلد في جدول المنافسة، هو معيار التقدم الحقيقي لهذه البلدان في عالم الرياضة، كما أن طبيعة هذا التنافس ومن خلال البرامج العلمية والحسابات الموضوعية، تعني بمنتهى البساطة ومن دون غوص في التفاصيل الفنية والحسابات العلمية، أن تلك الدول تستغرق ما لا يقل عن أربعة أعوام في صناعة كل بطل رياضي تعلق عليه الآمال في التنافس على أحد الأوسمة الأولمبية، وفق معادلات رياضية تحسب الجهد والزمن والأرقام، ومن خلال إعداد علمي مبرمج واحتكاك دائم، ثم تأتي النتائج في الأولمبياد وفق حسبة دقيقة وليست نتاج ضرب من الخيال أو صنيعة الصدفة أو الحظ، وأمامنا فرصة سانحة، لو انتهجنا الدرب الصحيح في البناء والتحضير والإعداد لتحقيق شيء، بل ومنجز طال انتظاره عبر تبني مشروع البطل الأولمبي علي عمار لأولمبياد باريس 2024 .