ميثاق شرف رياضي

الرياضة 2024/05/22
...

د . عدنان لفتة
مبادرة مهمة دعا إليها مستشارا رئيس الوزراء لشؤون الرياضة الحاج خالد كبيان والدكتور إياد بنيان، لمناقشة صياغة ميثاق شرف إعلامي رياضي يكون أساسا للعملية الرياضية ووثيقة يتفق عليها أطراف الرياضة، لتجنب الاعتداءات اللفظية وعدم الاحترام، وضرورة المحافظة على القيم الأخلاقية والمهنية في العمل والرياضة، لكون الأخلاق ركيزة في بناء المجتمعات، وتحديد القيم والقواعد الأخلاقية التي يتشارك الأفراد فيها في المجتمعات لحفظ مكانة الجميع ووضع حدود فاصلة لكل طرف.

المبادرة الكريمة حضرتها نخب إعلامية ورياضية اتفقت على أننا بحاجة إلى ميثاق شرف أخلاقي رياضي شامل، وليس للإعلام فقط، فالتجاوزات الحاصلة اليوم لا تظهر من بعض الإعلاميين فقط، الذين أوغلوا في التجاوز على الآخرين بشكل غير قانوني ونسف المبادئ الأخلاقية، بل من إداريين ومدربين ولاعبين تجاوزوا وخالفوا الأعراف الأخلاقية ولم يجدوا من يردعهم، لكون الإساءات التي بدرت منهم لا تسيء لأشخاصهم فقط بل للعراق عموما، لكونهم يمثلون منتخبات وطنية بمختلف عناوينها، لم يراعوا شرف الانتماء لها.

الاتفاق على ميثاق شرف رياضي وإعلامي، يجنبنا تحول منابر ومنصات وبرامج إعلامية إلى الكراهية وعدم احترام الآخر، ويمنع تجاوز القانون والأعراف العامة، لكن هذا الميثاق يجب أن يكون عقدا وطنيا للتنفيذ وليس حبرا على ورق نتكلم عنه وندعو له ولا يلتزم به أحد.

أحد الصحفيين العرب البارزين أشار إلى أهمية مواثيق الشرف الإعلامية، ليس كنصوص بل لتوسيع دائرة الحرية المقترنة بالحقيقة، وتضييق دائرة الحرية متى كانت الحرية تعني الكذب والفبركة والهدم، ذلك هو ما نحتاج إليه فعلا، فلا تقييد للحريات، ولا تجاوز لها بشكل سافر. 

بلدنا أنعم الله عليه بحرية ليس لها مثيل علينا صيانتها وديمومتها في كل مكان، ومقابلها يجب أن نحترم الدستور والقوانين العامة والأخلاقية، ولا نسمح بتمرير الإساءات بذريعة الحرية ومناخات الديمقراطية الخصبة في أرضنا.

الميثاق الذي ننتظر أن يأخذ شكلا رسميا وقانونيا، يجب أن يدعم من كل الأطراف الإعلامية والرياضية، بل هو وثيقة وطنية علينا إرساؤها وتأكيدها، كي يسير الجميع على سكتها باحترام متبادل ومعرفة وإحساس تام بأهمية الكلمة الناقدة الباحثة عن الإصلاح والتصحيح وليس التنمر، والاعتداء والسخرية وعدم الاحترام التي تزخر بها محافلنا الإعلامية والرياضية، عبر مجموعة من الرياضيين والمحسوبين على الإعلام، الذين تحرص بعض القنوات والمواقع على استضافتهم طمعا بمزيد من المشاهدات والترند من دون مراعاة المحتوى الهابط الذي يقدمونه ويجسد صورة سلبية عن الميدان الرياضي.

ميثاق الشرف الرياضي وثيقة مهمة يجب السعي إليها واحترامها وتنفيذها من الجهات المسؤولة، كهيئة الإعلام والاتصالات ونقابة الصحفيين والقنوات التلفزيونية والصحف والمواقع الإلكترونية، فأهميتها ليست في كتابتها بل الحزم في تطبيقها، أملا في إبعاد ساحتنا عن التشويه الأخلاقي والرياضي الواسع، وإرساء عقد اجتماعي يكون دليلا لنا لبيئة إعلامية رياضية هادفة وحريصة على الوطن والرياضة وكل ما ينتمي لهما.