صيف أسمر

ثقافة 2024/05/23
...

  أربيل: رائد العكيلي

نظم المركز الأكاديمي الاجتماعي بالتعاون مع الملتقى الثقافي المفتوح جلسة احتفاء بالشاعر عمار المسعودي من كربلاء، وسط  حضور نخبة من المهتمين بالشأن الادبي والشعري.
جلسة الأمسية التي أدارها الشاعر مصطفى الخياط وتناولت مجموعتي المسعودي "صيف أسمر، وفقه النشوة" تحدثت فيها الشاعرة حياة الشمري عن "كتاب فقه النشوة" وكيف أن فيه مشاكسة كبيرة، وخاصة إذا ما عرفنا أنه مصطلح خاص بفقه الأصول واللغة والمقاصد والمذاهب، إلّا أن الشاعر حوّله إلى قاموس حب، حيث تمرد في الكثير من القصائد على العناصر التقليدية للقصيدة، سواء كانت عمودية أو نثرية عبر قواعد بنَّاءة جديدة تجاوزت النص المفتوح، ولهذا بحسب الشمري، سماها المسعودي كتابا وليس ديوانا، فهرب من القواعد الجاهزة للقصيدة، وأدخل فيها كثيرا من الرؤى الصوفية والرومانسية والسريالية. كل ذلك كان بمسحة وجودية من الفكر والفقه والتراث، بلغة تختصر وتختزل وتفكك معاني الدال والمدلول، فرغم المسحة الصوفية وحواراتها واضحة في أكثر القصائد، إلا أن المسعودي لم يتخلص من سلطة العقل، وجمال الطبيعة. فهو دائماً مع البساتين والأغصان والأثمار والزهور، يحفر ويسقي ويبدع ويرسم.  وتابعت الشمري: أما النشوة فهي أن تقبل كل ما يدانيك وما يباعدك عن الحبيب، وما يُظهر وما يضمر، وما يبوح من شفتيه في الابتسامات والنشوة أن ترى من تحبه، وتقترب منه، وتسكن إليه وتحاوره في خصام، وفي رضا.
من جهته قال الشاعر وحيد يوسف إن "المسعودي دائما ما يترك القارئ في حيرة من أمره حول شخصية المرأة في قصائده، فتارة تكون شخصية غامضة، وتارة أخرى نراها كائن لا يمكن تداوله". ويوضح أن المسعودي عمد إلى توسيع الفكرة، فكتب عن النساء بطريقة تضيء العلاقة بين المرأة والطبيعة، فضلا عن النظرية الخضراء وقدرة الادراك في تفحص اوجه الاختلاف في ابتعاد المرء عن الجهل وبين النشوة في الأدبيات الإغريقية، والتي تعني "أن يطير العقل من الجسد"، فقد جسد النزعة الرومنطيقية المحاطة بالرمزية الصوفية والذات الإلهية.
في المقابل تحدث الدكتور بهنام عطاالله، قائلا إن "الشاعر لا يسعى لإنتاج صراعات تؤدي إلى الغاء الآخر، بل يراه القارئ غير بعيد عن لعبة القراءة في انتاج قارى وقراءة غير بعيدين عن انتاج نص كتابي، يمتلك خصوصيتهما في انتاج شاعر الظل، الكائن الذي قد يعتقد بأنه القارئ القادر على أن يبز الشاعر في انتاج فعل كتابي يتفوق عبره على ما يقرأ من كتابات".
كان "صيف أسمر" منجز الشاعر الأخير يمثل تجاوزاً لكل كتاباته السابقة، إذ يؤكد حالة التواصل والاستمرار وامتداد بعيد عن الارتدادات بجانب مجامعيه الأخرى، ومنها "كتاب فقه النشوة" الذي حاول فيه خلخلة الكتابات الشعرية، فجاء محافظاً ومستعدا للإعلان عن هذا وذاك، كاشفا عما يقوله الشاعر من مهمات.