تحـديـات الكـلاسيـكو

الرياضة 2024/05/27
...

علي رياح
جملة من الحسابات والظواهر والتطلعات التي تسبق لقاء الزوراء مع القوة الجوية، تجعله (كلاسيكو التحديات) بعد خمسة عقود متصلة من مواجهات القطبين الكبيرين.
التهيئة الجماهيرية الواسعة، وربما غير المسبوقة، على المستويات كافة، وبينها بالطبع وسائل التواصل الاجتماعي، الميدان الأكثر فاعلية وحضوراً وتأثيراً، تحوّل التحدي في ملعب المدينة إلى جماهيري بالدرجة الأساس، أعني مدى قدرة جمهورنا على (إدارة) التشجيع والمؤازرة والإسناد لينصبّ كل هذا في اتجاه إنجاح هذا الكلاسيكو.
ندرك تماماً معنى الفوز بالنسبة للقوة الجوية والزوراء بعد نصف قرن من المباريات التي تحظى – في العادة - بطابع جماهيري استثنائي كان يتزايد ويتعاظم مع مرور الزمن، لكن الحاجة إلى الفوز في هذا المُفترق المهم من دوري نجوم العراق، لا يعني التخلّي عن الأولويات والثوابت والتقاليد الجميلة التي كانت سائدة على مدرجات ملاعبنا، وخلاصتها التحلّي بالروح الرياضية من أجل أن ننقل صورة إيجابية شديدة العمق والتأثير إلى جانبٍ من المحيط العربي الذي أدخل في اهتماماته مثل هذا الكلاسيكو، وهو يريد أن يرى كيف ستأخذ الأمور مجراها سواءً على أرض الملعب أو على المدرجات.
وفي التحدي العملي الذي ينتظر القطبين الجماهيريين، هنالك رغبة عارمة في نيل الفوز في هذا الكلاسيكو بالذات، فهو نتيجة تعني ما تعني لدى كل طرف.. القوة الجوية لديه الطموح في فوز يضيفه إلى رصيد المواجهات السابقة، والأهم أنه يريد النقاط الثلاث كي يُبقي خط المنافسة ساخناً مع المتصدر وحامل اللقب الشرطة، والتعثّر بالنسبة للصقور في هذا المفترق من الدوري يجعل أمر التعويض صعباً ونحن نمضي في المسابقة.
الزوراء يحمل شعوراً مماثلاً بأهمية الفوز على الجوية في الكلاسيكو، وستكون مثل هذه النتيجة على جانب كبير من الأهمية للوصول إلى النقطة الستين التي ستعزّز موقع النوارس في الترتيب الثالث، وربما الانطلاق نحو أجواء المنافسة على الصدارة في موعد لاحق، ولا شك أن المناخ المعنوي الإيجابي بعد نجاحات الفريق إثر تسلّم المدرب عصام حمد المهمة، قد يترك مفعوله على الأداء والنتيجة اليوم، وهي مهمة ليست سهلة بالمرّة نظراً لوفرة النجوم والمفاتيح الفاعلة لدى القوة الجوية، وتوظيف المدرب أيوب أوديشو لها خير توظيف في معظم الأحيان، وهنا يكمن الرهان الجوي.
أرى أن تحدياً آخر يحيط بكل هذه المباراة، الذي قد يجعلها منضبطة تكتيكياً على حساب الانفتاح المبكر في اللعب ربما من منطلق جسّ النبض، وما أتمناه ألا تحول هذه الحسابات دون استمتاعنا بمباراة على قدر من التميّز الفني.. لا اعتراض على أن لكل مدرب وفريق أسلوبه الذي سيدخل به المواجهة تحقيقاً للأهداف المفترضة، فهذا حق بات معروفاً على صعيد كرة القدم في العالم كله.. بيد أن ذلك لا يجب أن يحرمنا من متعة كرة القدم، وإذا جاء اللقاء حافلاً باللمحات والأهداف فسيكون ذلك تتويجاً ومكافأة لنا بعد الانتظار الطويل لموعد هذا الكلاسيكو.
أعود وأشدّد على أن جمهورنا هو الذي سيصنع الفارق في تكوين المشهد الكروي العراقي الذي سيصل إلى العالم المحيط بنا، وأرجو أن يكون هذا الهدف أولوية لدى الجميع في مباراة اليوم.