ما لم تقله الغيمة

ثقافة 2024/05/28
...

  محمد شاكر الخطاط

  (1)
أنا هذا القاربُ
المندفعُ إليكِ
-دائماً-
كلما تغيبين
تنبتُ غيمةٌ في رأسي.
(2)
جسدكِ زورقٌ نحيف
يشق صدر النهر..
(3)
الشاي
الذي تشربينه
-كلَّ صباح-
أنتِ سكّرُه
وأنا بخارُ غيمتهِ المهدورة.
(4)
كلما تغيبين
أُعانق المطر .
(5)
تسألني عن عمري
الذي يطفو فوق النهر
الأميرات عيونٌ في
الجبال
بينما العمر
نهرٌ يمضي
لا تتركي الكحل
يغفو كثيراً
فالعمرُ غامضٌ
يشبهُ رمشَ عينيكِ.
 (6)
لا شيء يذكرني بكِ
غير لقطةِ سوادٍ
يشع منها شعرُكِ الطويل
الذي يشبه سعفةً عاشقة.
(7)
أنا شاعرٌ رماديٌ
مختلفٌ عن الآخرين
نباتيٌ
لا أحبُّ الدومينو
ولا النرد
ولا الشطرنج
ولا كرة القدم
فجميع هذه الأحاجي:
تسرقُ تأملي فيكِ.
(8)
الغيابُ
كوكبٌ صغيرٌ جداً
يشبهُ مقصلةً
تظهرُ يومياً في ربطةِ
أعناقنا.
(9)
وجوهنا التي يحفرها
العمر
تلجأ داخل البيضة
غير أنَّ البلاد تقشرها
-كل يوم-
مع أول صياحٍ للرصاص.
(10)
ستكبرُ
أيها الولدُ العنيد
-ولم يبقَ لك من خارطة الوطن-
إلاَّ رصاصةٌ وحيدةٌ
لتنتحر بها.