كاظم الطائي
حدثان مهمان من معطف كرة القدم يحظيان بالترقب والاهتمام والمتابعة، أحدهما أسدل الستار عليه ليلة أمس، وعرف القاصي والداني بطل الموسم الحالي لدوري أبطال أوروبا بين عريس القارة الخضراء الريال الإسباني الأكثر تتويجا بالألقاب الأوروبية، صاحب لقب فريق القرن، ومنافسه الألماني دورتموند، في المباراة التي أقيمت أمس في ملعب ويمبلي بلندن .
والحدث الثاني محلي يخص منتخبنا الوطني الذي سيصل إلى جاكارتا بطائرة خاصة ظهر اليوم الأحد، لملاقاة منتخب إندونيسيا في لقاء مهم ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال أميركا وكندا والمكسيك، في السادس من حزيران الحالي.
كنت أروم الكتابة عن ملعب ويمبلي الشهير الذي احتضن أمس ختام دوري أبطال أوروبا، وسبق لي أن زرته مرتين في العام 2012 إبان منافسات أولمبياد لندن، وانبهرت بإرث هذا الملعب وأهميته التاريخية واختياره من قبل الاتحاد الإنكليزي ليكون مقرا له، ويحتضن متحفا لأهم مقتنيات الفوز بكأس العالم في العام 1966 على أديمه، ويتصدره تمثال كابتن منتخب إنكلترا في بطولة كاس العالم اللاعب بوبي مور
نياشبن، ومقتنيات وصور وكؤوس وأوسمة واستذكارات لأبرز نجوم الكرة الإنكليزية ومنهم بوبي مور.
وبقي القوس الكبير الذي يرى من مسافات شاسعة ويسبق بوابة الملعب الرئيسة في ذاكرتي، رغم مضي 12 عاما على زيارتي ملعب ويمبلي، الذي احتضن نهائي مسابقة كرة القدم للأولمبياد للرجال بين المكسيك والبرازيل، وختام مسابقة النساء في أولمبياد 2012 .
أقيم الملعب في الـ 28 من نيسان من العام 1923، واحتضن نهائي كاس إنكلترا بحضور وصل إلى 127 ألف متفرج، وبلغت تكلفة تشييده أكثر من 798 مليون جنيه إسترليني، بما يزيد على مليار وخمسمئة مليون دولار آنذاك، لكنه تعرض للتهديم في العام 2003 وافتتح مجددا بتقنيات أفضل واستيعاب يصل إلى 90 ألف متفرج، واحتضن ألعاب القوى وكرة القدم الأميركية والركبي والغولف والحفلات الموسيقية، ونظمت على أديمه بطولات كأس العالم والقارة والدوري الإنكليزي، وستكون الاستضافة لنهائي دوري أبطال أوروبا واحدة من أبرز ما احتضنه الملعب المثير.
ملعب آخر لن يغادر ذاكرتي، ففيه أجمل الذكريات في العام 2007، حينما نال منتخبنا كاس الأمم الآسيوية، وعشت أبهى اللحظات في ذلك الصرح الرائع، إنه ملعب غيلورا بونغ كارنو الذي سيواجه فيه منتخبنا الوطني نظيره الإندونيسي بعد أيام.
أسس هذا الملعب بداية الستينيات من القرن المنصرم، وتصل سعته إلى 80 ألف متفرج، وخضع لأعمال إضافات وصيانة واستقبل فرق القارة ومباريات دولية كثيرة، ونتطلع إلى أن يتمكن منتخبنا من تعزيز رصيده من النقاط قبل أن يختتم التصفيات المونديالية الحالية أمام ضيفه الفيتنامي في البصرة في الحادي عشر من الشهر الحالي.
جيل 2007 يحتفظون بذكريات لا تنسى في خضم منافسات القارة، ومنهم المدير الإداري للمنتخب الحالي الكابتن مهدي كريم، ونائب رئيس الاتحاد الثاني الكابتن يونس محمود، والإداري حقي إبراهيم، وهذه فرصة لاستعادة الذكرى بأجمل صورة والعودة بنقاط المباراة، بالرغم من صعوبة المهمة في ظل ارتفاع المستوى الفني للفريق المضيف الذي حل بالوصافة، ويتطلع لتحقيق نتيجة تسعد جمهوره الذي سيزحف مبكرا لإشغال مقاعد الملعب بالكامل، من دون أن نغفل لمسات جمهور عراقي سيحضر من مدن بعيدة في إندونيسيا ومن خارجها لمؤازرة منتخب بلده، كما فعل قبل 17 عاما.. أليس كذلك ؟.