كلاسيكو وأشياء أخرى

الرياضة 2024/06/04
...

خالد جاسم

يبقى الحديث عن كلاسيكو الجوية والزوراء في دوري المحترفين ذا شجون كما يقولون في ظل ماشهدته المواجهة الجماهيرية كما العادة من أحداث ووقائع ومناظر بعضها جميل والبعض الآخر مخدش للنظر وقد يتفرع عنها ماهو مصنف في خانة المخدش للحياء أيضاً طوال المواسم الفائتة من مسابقة الدوري على اختلاف مسمياته، وإذا كان الجانب  الفني وماكان يتوقع حضوره من أداء في اللقاء كان معقوداً بعطاء لاعبي الفريقين وماجادت به قريحة المدربين أيوب أُوديشو وعصام حمد من أفكار خططية، فإن الجانب التنظيمي للمباراة قد استحوذ على كل الاهتمامات وركزت عليه الأضواء بكثافة على اعتبار أن كل ماقد ينتج من سلبيات هو بمثابة محصلة طبيعية لسيناريو التنظيم  والإخراج المطلوب وهو سبق أن شاهدناه في مثل هكذا مواجهات تكتسي برداء الحساسية غالباً، لكن يبقى الجانب الفني لمواجهة العريقين قد تتوارى أو تحضر بقوة في المشهد بأكمله مع التمني بالطبع أن تسود ملامح الفن والجرعات التكتيكية في مجريات المباراة برغم أن الإثارة والحماسة ستفرض حضورها بفضل المظلة التشجيعية الكبيرة في الملعب الدولي البغدادي، ملعب المدينة بأرضيته السيئة التي كانت العيب الأكبر بل والسبب الأساس في تواضع أداء الغريمين الكبيرين كما أمكن القول مسبقاً أن أدوار البطولة الرئيسة في قمة الدوري- الكلاسيكو- وزعت  بين ثلاثة أطراف كان في مقدمتها الجمهور الكبير والرائع ثم رجال الأمن المسؤولون عن حماية الملعب والمباراة الذين قدموا جهوداً استثنائية فاقت حدود طاقاتهم المعتادة في كثير من المرات من أجل ضبط إيقاع السلامة في أفضل مدى ممكن كما نجحوا في كثير من المهام الكبيرة بشكل استثنائي يستحقون عليه التكريم وهو مانأمل تجدده في ملاعبنا دائماً، أما البطل الثالث في الكلاسيكو فهو الطاقم الدولي الإماراتي الذي تولى المهمة بنجاح لافت  في إيصال المباراة إلى شاطئ الأمان والسلامة برغم كل ما كنا نتوقع مشاهدته من الضغوطات العصبية وتحديات الأحداث وما قد يوجَّه اليهم من انتقادات حول التعامل مع بعض حالات الانفلات السلوكي إذا حضرت ومايجب استخدامه من عقوبات رادعة بمنطق القانون .  ومما لاشك فيه أن الغريمين الكبيرين الزوراء والجوية اللذين تكتسب كل المواجهات بينهما رونقاً خاصاً كانا يدركان تماماً أهمية المواجهة بينهما سواء على مستوى الأداء والإثارة والسخونة التي صدمنا في عدم مشاهدتها أو في حسبة الصراع على لقب الدوري وهما بعيدان بمسافة وإن كانت قصيرة عن المتصدر والمتفرد بالقمة الشرطة لكن الفوز كان يعني الكثير لكل منهما وهو أمر ليس بالغائب بكل تأكيد عن حسابات المدربين أُوديشو وحمد ومانتج عن مارسماه على الورق من رؤى وأفكار تضمن التنفيذ السليم لها من لاعبي الفريقين وهم من بين نخبة اللاعبين الأفضل الذين يسعى معظمهم نحو تقديم أفضل صور العطاء من أجل تأكيد جدارته في القمصان الدولية برغم أن الغلبة أداءً ونتيجة كانت في صالح الزوراء الذي صالح جمهوره منذ تولي عصام حمد المهمة فكسب الكلاسيكو الذي يعادل لدى الزورائيين لقب الدوري كما جاءت النتيجة امتداداً جميلاً لتصاعد الخط البياني للزوراء بدليل فوزه على الميناء بعد الكلاسيكو في الوقت الذي طارت في سماء الصقور علامات التعجب المعجونة بالأسى والحزن ليس فقط على الأداء المتواضع والنتيجة المخيبة أمام الزوراء بل وفي تماهي التواضع والفقر الفني المنسجم مع رداءة النتائج وآخرها الخسارة الثقيلة أمام نوروز 2-4 وذهاب التوقعات في حصاد اللقب نحو أرجحية الشرطة ومزاحمة الزوراء في ما لو استمر الخط البياني للجوية في الانحدار مع أن الأدوار المتبقية من مسابقة دوري المحترفين بنسخته الحالية قد تكون حُبلى بمزيد من المفاجآت.