شبابٌ يفضلون الغناء القديم

ثقافة 2024/06/05
...

 بغداد : عذراء المسعودي

استمدت الأغنية العراقية مقوماتها الابداعية من بيئتها، وهي بكل الاحوال انعكاس للواقع الاجتماعي والانساني، تعبر عن تجربة حياتية لصناعها، كلمات كتبت من مشاعر حزن ولحظات فرح خرجت من قلوب اثقلت بكلام يعبر عن حالها.

أغنية وصفت جمال المشاعر الانسانية والعاطفية في بلد تنوعت فيه الثقافات واللهجات، وروت قصصا وحكايات ساكنيها.. لتكون أغنية امتزجت بذاكرة ومخيلة الفرد. 

والى جنب هذا التراث الثر برزت الاغنية الحديثة، التي تميزت بالمفردات السهلة القريبة من أذهان الشباب وايقاعات سريعة استجابة لروح العصر، بين هذا وذاك اختلفت الاراء بين القبول والاعتراض لعدد من الشباب في اروقة كلية الاعلام، لنتعرف على ذائقتهم والى أين تتجه الى الاغاني القديمة أم الحديثة؟!. 

يرى  الطالب الجامعي  سيف هلال أن الأغنية العراقية التراثية خصبة بكم هائل من المشاعر ثرية بالقيمة الموسيقية الشعرية والصوتية والتلوينات اللحنية، الا أن  للأغاني المعاصرة التي ظهرت وحظيت بعضها بانتشار واسع عربياً على وجه الخصوص، ويعزو سبب انتشارها الى  وجود الفضائيات والسوشل ميديا والتطور التكنولوجي والانفتاح، الذي حصل في العراق بعد التغيير مما سهل انتشارها. 


خطابٌ ذوقي 

 وقال سامي احمد ما  يميز الاغاني التراثية أنها جسدت الروح العراقية قديما وكانت انعكاسا لاوجاع الناس وهمومهم وقصصهم في تلك الحقبة، فكشفت عن ثقافة عميقة ونقاء روحي، اما الأغنية المعاصرة فهي تمثل هوية الجيل الجديد، الذي تطغى فيه السلبيات على الجانب الايجابي بالمجتمع، وتابع لا شك أن الموسيقى وايقاعها السريع والراقص تستهوي الشاب أكثر من الأغاني، التي فيه تأمل وايقاع بطيء، فالشباب تتأثر بما يتكرر سماعه وبالتالي يتشكل  ذوقه.


التحرر من الحزن 

تقول زهراء سهيل أجد نفسي بالاغاني التراثية وأفضل سماعها، لما لها من دلالات عميقة في المعنى والتوصيف، لاسيما وان الكلمات نابعة من صدق المشاعر وذات عمق رسختها السنين في حياة الشاعر والمغني والملحن، جاءت مع مزيج راقٍ من الأداء. لكن هذا لا يعني نكران الاغنية الحديثة لها جمهورها. 

فهي تسمو بالروح إلى آفاق ملونة خصوصا اذا المطرب احسن اختيار الكلمات واللحن الذي يحمل صفات ذوقية واعية. كل أغنية لها مستمع بعمر معين، توجد أغانٍ تنقل واقع المراهقين، الذي يعيشونه، تنقل أحاسيس الاشخاص بعبارات الحب، تناقضات من البكاء  والفرح. 

وبين  محمد سعيد، أن الأغنية العراقية بكل أنواعها تمثل ملجأً يوفر ركنا خاصا ومحطة استراحة للتحرر من مشاعر الحزن التي تعتريني، عندما أسرح مع الاغنية، كأنها تخبرني "هنالك من يغني حزنك وآلاف يستمعون". 

ويضيف سعيد عند ذكر مفردة أغنية يتبادر لذهن الكثير أجواء الفرح باستثناء الاغنية العراقية، فهي تحمل معاني المواساة لتخفيف هموم الحياة، سواء كانت القديمة او الحديثة، فالاغنية رفيقة العراقيين والاقرب الى ارواحهم بالفرح  والحزن.