الأسود..قادم أهم

الرياضة 2024/06/13
...

علي حنون 



لم يكن الفوز، الذي حققه منتخبنا الوطني لكرة على حساب نظيره الفيتنامي في المُقابلة، التي ضيّفها (جذع النخلة) يوم أمس الأول "الثلاثاء" في إطار التصفيات القارية المُزدوجة بثلاثية مقابل هدف واحد للمنتخب الضيف، لم يكن بعيداً عن حسابات المُتابعين وحتى الجماهير نظير الفارق الفني الكبير، إلى جانب أن الأسود حظوا بمُؤازرة كبيرة قُبيل المُباراة وخلالها، بل أن هُناك من سجل توقعاً ذهب فيه إلى تسجيل مُنتخبنا عدداً أكبر من الأهداف، إلا أن حسابات كرة القدم تعطي ولاءها على قدر استثمار الفرص المُتاحة أمام مرمى الفريق المُقابل، ولأننا أهدرنا فرصاً أخرى، فإن النتيجة لم تتعد الأهداف الثلاثة..ولعل الجميل، الذي رافق أسودنا بعد انتهاء المباراة هو ارتفاع مُؤشر الحالة المعنوية، إلى جانب صعودنا إلى التصنيف الثالث في التصفيات، بعدما ودعنا هذه المرحلة من التصفيات بالعلامة الكاملة.

نقر جميعاً ونتفق على أن الظهور الفني لفريقنا في مُقابلة فيتنام لم يرتق إلى مستوى التطلعات وبدت خطوطه مُفككة وغابت عن أغلب لاعبينا صورتهم المُعتادة وظهرت تحركاتهم مُكبّلة بقيود الإرهاق، ربما لارتفاع درجات الحرارة أو لغياب حافز الشغف نتيجة ضمان تأهلنا إلى المرحلة الحاسمة، لكن ومع ذلك أصبنا الأفضل وتمكنّا وبجدارة من الارتقاء إلى المستوى الثاني وهذه قفزة إيجابية ستجعل رحلتنا في المُنافسات الحاسمة مُغلَّفة بحلقات أكبر من الأمل..عموماً النتيجة في كرة القدم هي المُراد وهي الغاية وبعدها كُل أمر يُمكن أن نَحتكم فيه إلى القرار المُناسب، ويقيناً أن الصورة الفنية لن تأتي بذات السطوع في كل مباراة ولأسباب لسنا في معرض الخوض فيها، لأننا لا ننشد أن ندخل حدود الرؤية الفنية، لأنها من  شأن الجهاز الفني، الذي هو الأدرى بأدواته وهو المعني في تقييم دوافع ابتعادها عن تقديم المُستوى المطلوب. وبلا ريب وبعد هذه الرحلة، التي ازدانت - عموماً - بالألق ونيل التفوق وتقدم ركب مُنتخبات المجموعة السادسة، فإن هذا الأمر وضع على عاتق أسرة منتخبنا الوطني، ثقل مسؤولية تطلعات الجماهير العراقية لتحقيق الأفضل في التصفيات الحاسمة ومع تخصيص ثمانية مقاعد ونصف المقعد للقارة الصفراء، فإنه لم يعد في الأمر منزع لكسب إحدى بطاقات التأهل لمونديال 2026، وهذه الموضوعة تُحتم على منتخبنا من جهاز فني ولاعبين أخذ هذا الأمر بنظر الاعتبار من خلال التهيؤ بصورة مُثلى للمُنافسات، التي ستنطلق بعد نحو 3 أشهر.. وما ناله منتخبنا من نتائج كبيرة ودعم أكبر في المرحلة المُنتهية يَفرض عليه البحث عن الطرق المُناسبة لإصابة الظفر في مُبارياته القادمة، لأن سقف تطلعات الجميع، ارتفع إلى مستوى العمل على حتمية نيل إحدى البطاقات الثماني دون الذهاب إلى الملحق. ولا نَخال أن الجهاز الفني بقيادة خيسوس كاساس لا يدرك ذلك، لأنه وفي غير مناسبة أكد على أن "الغاية الأولى لعملنا هي إسعاد الجماهير العراقية"، ولأنه يَعي حجم الضغوطات، التي سَتُرافق رحلة الأسود في المحطة الجديدة، فإنه سَيركن إلى اختيار قائمة الأسماء الأبرز ليخوض فيها منافسات المحطة الأهم، والمدرب الإسباني ورغم سهام النيل، التي طالته من قبل نُقاد نظير منحه الفرصة لغير لاعب يَجدون في أدائه وهن فني، إلا أن البراهين اثبت أن كاساس لا يُريد أن يظلم لاعباً أو يمنحه نصف فرصة لأن قضيته تتعلق بمنتخب وطن والجميع ،وفق هذا الاعتبار، يَستحق أن يُمنح كامل الفرصة للإفصاح عن قدراته، وبالنتيجة، فإن الصورة أصبحت واضحة وقادم المُنافسات مَيدان لن يَتواجد فيه إلا من أثبت كفاءة عالية.