الأسود ..مابعد القرعة

الرياضة 2024/07/02
...

خالد جاسم

تعددت التعليقات وتنوعت وجهات النظر كما تباينت التقييمات بعد إعلان نتائج سحب قرعة المجاميع النهائية لتصفيات كأس العالم 2026، وكل هذه الاختلافات في الرؤى والتصورات التي ارتكزت على تقييم قوة المجموعة الثانية وحظوظ منتخبنا الوطني تكاد تجمع على توفر فرصة كبيرة للكرة العراقية في تحقيق حلم الجماهير في تحقيق الحضور التاريخي الثاني لكرة العراق في المونديال بعد اجتياز كل المحطات المرتقبة في طريق التصفيات الحاسم الذي تبدأ مسيرته العصيبة في الخامس من أيلول المقبل.
 نعم الفرصة سانحة وكبيرة، لكن تبقى التمنيات شيء، والواقع شيء آخر مختلف تماماً، وهنا أميل إلى الرأي الذي يتفق على اليسر الواضح في مهمتنا في  المجموعة الثانية التي وضعتنا إلى جانب منتخبات كوريا الجنوبية والأردن وعمان والكويت وفلسطين حتى إن كان منتخبنا هو أسعد منتخبات العرب تقريباً في القارة الصفراء بعد ابتعاده عن مواجهة تلك المنتخبات التي وجدت نفسها بعد القرعة في أوضاع لاتحسد عليها من جهة، وتجنبنا مواجهة أقوياء القارة الآخرين من جهة ثانية، برغم أن الفضل في كل ذلك الحظ السعيد هو تقدمنا الباهر في التقييم العام للمستويات الآسيوية والقفزة المتحققة في التصنيف الشهري للفيفا واحتلال المركز السابع آسيوياً، ليمنحه هذا الامتياز فرصة تصنيفه في المستوى الثاني بديلاً عن المنتخب السعودي وليس في المستوى الثالث قبل سحب القرعة الأخيرة لتصفيات كاس العالم.  نعم الاجتهاد في المباريات وتحقيق الانتصارات برغم الملاحظات والتحفظات على معالم الأداء في سلسلة المباريات الرسمية والودية أيضاً منذ شهور،  وبعض من الحظ في القرعة قد خدم كلاهما منتخبنا الوطني لكن ذلك لايلغي الحقائق الأخرى الواجب أن توضع في عين الاعتبار قبيل تدشين مشوار التصفيات المقبل الذي تنطلق مواجهاته في 5-9 المقبل، وفي مقدمتها التحضير الكامل لمنتخبنا الواجب على لاعبيه ومديره الفني كاساس وهو رجل صار خبيراً ومجرباً في المواجهات الآسيوية اعتبار كل مباراة نلعبها في التصفيات على إنها حاسمة لاتقبل أنصاف الحلول في الميدان بقدر ماتتطلب إدراك الفوز واعتباره مطلباً مصيرياً حتى نتجنب أية مطبات محتملة أو الدخول في حسابات مزعجة، والفرصة  تبقى مفتوحة أمامنا لكنها ليست سهلة بكل تأكيد، كما يجب عدم الاستهانة أو التقليل من شأن أي منتخب في مجموعتنا بل النظر إليها جميعا نظرة احترام واعتبار كل منتخب من بين المنتخبات الخمس خصماً قوياً ومنافساً لنا على قطع تذكرة التأهل التي تمنح لبطل المجموعة ووصيفه حتى نضمن التأهل بأريحية معنوية كبيرة، وترك الفرصة للآخرين في التنافس على المقعدين الأخيرين  اللذين  يمنحان لأفضل منتخبين يحتلان المركز الثالث، ومن هنا ومع تأكيدنا ثانية على اعتبار خصومنا في المجموعة الثانية كلهم أقوياء والتعامل معهم وفق هذا المنطق في لعبة مفتوحة على كل الاحتمالات المنطقية وغير المنطقية، واجب وضع برنامج إعداد متكامل للوطني وفق التوقيتات المعلنة لجدول التصفيات من أجل حسم الموقف بجدارة متكاملة وليس الدخول كما جرت العادة طوال عقود مضت في مطبات ومواقف حرجة تضعنا خارج الحسابات وتفسد لنا أفضل فرصة متاحة  حتى الآن في التأهل إلى نهائيات كأس العالم ، وتحقيق هذه الأمنية برغم صعوبتها  ومتطلباتها الكثيرة يتطلب جهوداً مضنية وتدابير عملية وفق مخطط صحيح علينا تجنب الثغرات والعيوب فيه من أجل تحقيق الهدف الكبير والغاية الأسمى لكرتنا .