القادِمان.. بنكهة مختلفة

الرياضة 2024/07/08
...

علي رياح

يمكن أن يتحوّل وصول ناديي الكرمة وديالى إلى مصاف دوري نجوم العراق في موسمه المقبل، إلى لمسة مختلفة ستضفي لوناً مختلفاً لحضور الأندية التي اعتدنا أن نجد معظمها وقد كتبت لها المقادير الصعود إلى دوري الأضواء بطموحات كبيرة، ثم سرعان ما تنكفئ هذه الطموحات ويتحوّل المسعى من المشاركة الفعّالة إلى تفادي الهبوط مُجدّداً ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.
هذه المرّة ستكون مختلفة أو أرجو أن تكون كذلك. استندُ في قناعتي إلى وعد أطلقه القائمون على شؤون الناديين سواءً في الكرمة النادي الذي وظّفَ كل الإمكانيات المادية والبشرية والكروية أبهى توظيف لتحقيق التأهل تجسيداً لحلم مدينة والذي يتّسع لمحافظة، أو بالنسبة لنادي ديالى الذي ظهر على مسرح دوري الأضواء منذ خمسة عقود أي قبل أن يصل إليه معظم الأندية الحالية.
ديالى ليس جديد العهد على الدوري أو حتى على احتضان المباريات الكروية ذات المستوى المميز. مثلاً، يحمل لنا التاريخ أن بعقوبة احتضنت لقاءً ودياً مع المنتخب العسكري في شهر آذار من عام 1965، وكان الفريق البرتقالي في عداد الدوري منتصف السبعينيات يوم كانت تظهر على اللائحة أندية مثل الحلة وبابل والسماوة والرافدين وغيرها.
ودائماً عند الحديث عن (إرث) نادي ديالى في الدوري العراقي، أتذكّر مانشيتاً عريضاً تصدّر تقريراً كتبتُه عن مباريات الدوري في الموسم الكروي 1999-2000، كان ذلك موسماً مُدهشاً للفريق حتى أنه تصدّر اللائحة بعد خمس مباريات من انطلاقة الدوري فاز في أربع منها، ولا أتصوّر أن نادياً واعداً صاعداً قد فعلها في زمن كانت فيه هيمنة الزوراء والقوة الجوية والشرطة والطلبة لا تُجارى ولا تُبارى.. كان المانشيت :(كم من الوقت سيصمد فريق ديالى على القمة؟!) كنت أطرحُ تساؤلي هذا ولديَّ الثقة حدّ اليقين أن الفريق لن يُعمّر طويلاً، ولن يحرز لقب دوري مؤلف من خمسين جولة، أو ينال أي موقع متقدم فيه، لكنني كنت أنوّه في ذلك المفصل الزمني بما كان يقدمه الفريق الرائع ليس على صعيد الدوري فقط وإنما على صعيد بطولة نخبوية أخرى سبقتها في ذلك الموسم.. لن أنسى أن ديالى فاز على القوة الجوية بهدفين مقابل هدف واحد، وعلى الشرطة بثلاثة أهداف مقابل هدفين وخسر أمام الزوراء بهدفين في مباراة عانده الحظ فيها كثيراً.
لا انتظر من ناديين مثل الكرمة وديالى، صاعدين للتوّ إلى مصاف دوري نجوم العراق أن يكتسحا أرض البطولة بمنْ يتواجد عليها من أندية كبيرة ومهمة، لكنني – وبواقعية أشدّ – سانتظر من الفريقين إطلالة مميزة تترك الأثر الإيجابي، فلا يكون قطار التأهل والصعود هو نفسه من سيحمل الفريقين في طريق العودة والهبوط. وحسب علمي فإن القواعد الرسمية والجماهيرية والرياضية في المحافظتين والتي أسهمت في الوصول إلى دوري الأضواء سوف لن تتخلّى عن الفريقين وسترفد الاثنين بما من شأنه تحقيق الإضافة إلى الدوري، يندرج ضمن هذا وذلك تمتين الصفوف بعدد من العناصر المُميّزة من دون التخلي عن اللاعبين الذين حققوا الإنجاز.
أتمنى أن أرى الكرمة وديالى وهما في حالة تألق يُذكي المنافسة ولا يترك للقوى التقليدية فرصة الهيمنة المُطلقة على مُقدرات الدوري.