الرئيس الإيراني المنتخب يرسم إطار سياسة حكومته الخارجية

قضايا عربية ودولية 2024/07/14
...

 طهران: محمد صالح صدقيان


رسم الرئيس الإيراني المنتخب، مسعود بزشكيان، الاإطار العام لسياسة حكومته المقبلة التي استندت علی الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدول والمصالح المتبادلة، عدَّها مراقبون أنها رسالة للمحيطين الإقليمي والدولي بفتح الأبواب أمام انفتاح جديد لتحقيق المصالح الإيرانية بإزالة العقوبات في مقابل إزالة القلق عند الآخر .
ورأی بزشكيان، في مقال له نشرته صحيفة طهران تايمز في عددها الصادر، أمس السبت، أن النظام السياسي في إيران أظهر استقراره من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت ظمن المهلة الدستورية “50 يوماً” في إطار من المنافسة السلمية والمنظمة والتي عكست الحالة الديمقراطية التي تتمتع بها العملية السياسية في إيران؛ مشيراً إلی برنامجه الذي يقوم علی أساس الإصلاح، وتعزيز الوحدة الوطنية، والتعامل البنّاء مع العالم.
وقال إن سياسة حكومته ستعتمد علی اغتنام الفرص من خلال خلق التوازن في العلاقات مع كل البلدان، على نحو يتفق مع المصالح الوطنية الإيرانية، والتنمية الاقتصادية، ومتطلبات السلام والأمن الإقليمي والعالمي؛ مرحباً بـ”الجهود الصادقة الرامية إلى تخفيف حدة التوترات” و “أنّ إيران تحت إدارته سترد بالمثل على حسن النية”.
وفي مايخص العلاقة مع دول الجوار، أوضح أن طهران ستضع تعزيز العلاقات مع جيراننا على رأس أولوياتها؛ وستعمل على إرساء أسس “منطقة قوية”، بدلاً من منطقة تسعى فيها دولة واحدة لفرض هيمنتها وسيطرتها على الدول الأخرى.
وأعرب عن اعتقاده بأنّ “الدول المجاورة والشقيقة ينبغي ألا تهدر مواردها الثمينة في منافسات استنزافية، أو سباقات تسلح، أو تقييد بعضها بعضاً بلا داع.
وقال سنبادر إلى التعاون مع تركيا والسعودية وسلطنة عُمان والعراق والبحرين وقطر والكويت والإمارات، والمنظمات الإقليمية، لتعميق العلاقات الاقتصادية، تعزيز العلاقات التجارية، زيادة الاستثمار المشترك، معالجة التحديات المشتركة، والمضي قدماً نحو إنشاء إطار إقليمي للحوار وبناء الثقة والتنمية.
وزاد “إن منطقتنا تعاني منذ فترة طويلة من الحرب والتوترات الطائفية والإرهاب والتطرف وتهريب المخدرات ونقص المياه وأزمة اللاجئين والدمار البيئي والتدخلات الأجنبية وأنّ الوقت قد حان “لمعالجة التحديات المشتركة بين الدول في المنطقة لمستقبل افضل للأجيال القادمة”، موضحاً أنّ “التعاون من أجل التنمية والازدهار الإقليميين سيكون المبدأ التوجيهي لسياستنا الخارجية”.
وضمن إدانته للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، أكد علی الجهود التي سيبذلها مع الدول العربية لإعطاء الأولوية لتحقيق وقف إطلاق نار دائم في القطاع، بهدف وقف المذبحة ومنع اتساع الصراع.
وبشأن العلاقة مع كل من الصين وروسيا، لفت إلى أن البلدين وقفا إلی جانب إيران في الظروف الصعبة وأن إيران تقدر هذه الصداقة كثيراً؛ مشيراً إلی أن روسيا “حليف ستراتيجي وجار مهم لإيران”.
 وأبدى رغبته بفتح آفاق للحوار مع الدول الأوروبية التي تخلَّت عن التزاماتها بشان تنفيذ الاتفاق النووي الموقع عام 2015، لكنه رأی أن حكومته مستعدة لحوار بنَّاء مع الاتحاد الأوروبي يستند علی المصالح المشتركة والاحترام المتبادل .
وحول الملف الأكثر إثارة في سياسة إيران الخارجية شدد الرئيس الإيراني المنتخب علی “ضرورة أن تعترف واشنطن بالواقع، وأن تفهم، مرةً واحدةً وإلى الأبد، أنّ إيران لا ولن تستجيب للضغوط”.
وجدّد الرئيس الإيراني المنتخب موقف طهران بشأن العقيدة الدفاعية، وقال: أريد التأكيد مرة أخرى أنّ العقيدة الدفاعية الإيرانية لا تتضمّن الأسلحة النووية وأدعو الولايات المتحدة للتعلّم من أخطاء الماضي واتخاذ سياسة جديدة وفقاً لذلك.
وشدّد على وجوب “أن يدرك صنّاع القرار في واشنطن أنّ السياسة التي تقوم على تحريض الدول الإقليمية ضدّ بعضها البعض لم تنجح، ولن تنجح في المستقبل أيضاً، وعليهم أن يقبلوا واقع إيران ويتجنّبوا
تصعيد التوترات الحالية.