رئاسة الجمهورية تشدّد على القبض على مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين

العراق 2020/01/12
...

بغداد / مراسلو الصباح  القاهرة / إسراء خليفة
 
عزا رئيسُ الجمهورية برهم صالح، الوسط الاعلامي باستشهاد الاعلامي احمد عبد الصمد والمصور صفاء غالي في محافظة البصرة، مشدداً على ضرورة القبض على مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين، وبينما وجه وزير الداخلية ياسين الياسري، بارسال فريق عالي المستوى من الوزارة، للتحقيق بحادث قتل الصحفيين في البصرة، أمر رئيس مجلس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي بتشكيل لجنة تحقيقية باستهداف المتظاهرين في كربلاء.

وفي وقت ارتفع فيه عدد الإصابات نتيجة المصادمات قرب جامعة واسط إلى 40 شخصاً من المتظاهرين والقوات الأمنية، ناقش البرلمان العربي تطورات الأوضاع المستجدة في العراق، مؤكداً أنه سيصدر قراراً بشأنها. 
 
إدانة قتل الصحفيين
وذكر بيان رئاسي، تلقته "الصباح"، أن رئيس الجمهورية يعزي الوسط الإعلامي العراقي باستشهاد المراسل التلفزيوني أحمد عبد الصمد والمصور صفاء غالي في محافظة البصرة.
واستنكر صالح، مثل هذه الجرائم التي تطول صحفيين أو ناشطين مدنيين في أثناء ظروف التظاهر والاحتجاجات السلمية.
وشدد صالح على مسؤولية أجهزة الدولة في حماية الأمن والحريات وفي القبض على مرتكبي الجرائم وإحالتهم على القضاء العادل، مقدماً التعازي لأسرتي الشهيدين ولزملائهما ومتابعيهما.
وكان الإعلامي احمد عبد الصمد، والمصور صفاء غالي التميمي، قد قُتلا بهجوم مسلح من قبل مجهولين وسط المحافظة بالقرب من قيادة الشرطة.
كما وجه وزير الداخلية ياسين الياسري، بارسال فريق عالي المستوى برئاسة وكيل الوزارة لشؤون الشرطة وعدد من الضباط للتحقيق بحادث قتل الصحفيين احمد عبد الصمد وصفاء غالي في البصرة.
وأوضح بيان للوزارة، تلقته "الصباح"، ان "الوزير امر الفريق بعدم العودة لحين اكتمال التحقيق والكشف عن الجناة"، متوعداً القتلة بـ"اشد العقاب ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن العراق واستقراره".
 
لجنة للتحقيق في كربلاء
وعن الأحداث التي جرت في محافظة كربلاء، أوضح الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء عبد الكريم خلف، في تصريح صحفي، أن "مجموعة إجرامية في محافظة كربلاء، قامت باستهداف المتظاهرين في ساحة التربية بالمحافظة". وأضاف خلف أن "الاعتداء أسفر عن إصابة ثلاثة متظاهرين بجروح"، مبيناً أن "رئيس الوزراء أمر بتشكيل لجنة تحقيقية باستهداف المتظاهرين في كربلاء".
في غضون ذلك، تبدأ اللجان الأربع الدائمة في البرلمان العربي اجتماعاتها غدا الثلاثاء  بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وذلك للتحضير لاجتماع البرلمان العربي في جلسته الثانية من دورة الانعقاد الرابعة وذلك بعد غد الأربعاء بحضور رئيس مجلس النواب في دولة ليبيا المستشار عقيلة صالح الذي سيلقي كلمة أمام البرلمان العربي عن آخر التطورات في الشأن الليبي.
وبحسب بيان صادر من البرلمان العربي فإن قراراً سيصدر يخص العراق بشأن تطورات الأوضاع المستجدة في ظل تزايد أعداد المخطوفين والمقتولين من المتظاهرين السلميين ووصول عدد المصابين منهم إلى ما يربو على العشرين ألف مصاب.
من جانبه انتقد رئيس كتلة بيارق الخير النيابية، محمد الخالدي، في بيان تلقته "الصباح"، ما وصفه بـ "الصمت الحكومي والأمني أمام تصاعد وتيرة عمليات اغتيال المتظاهرين والناشطين والإعلاميين، وآخرها اغتيال مراسل ومصور قناة دجلة"، مبيناً أن "هذا الصمت يؤكد تواطؤ الحكومات المحلية والأجهزة الأمنية مع عصابات الإرهاب الحزبية المكلفة بتكميم الأفواه".
وفي السياق نفسه، دان النائب عن تحالف القوى العراقية، عادل خميس المحلاوي، في بيان تلقته "الصباح"، بـ"أشد عبارات الادانة والاستنكار الجريمة النكراء التي راح ضحيتها الشهيدان الصحفيان احمد عبد الصمد مراسل قناة (دجلة)، والمصور صفاء غالي".
وأكد المحلاوي ان "جرائم الاغتيال المتواصلة من دون رادع حكومي تؤشر لمرحلة خطيرة تهدد امن البلد وتنذر بعواقب مستقبلية وخيمة اذا ما استمرت من دون حزم وردع من قبل الاجهزة الامنية التي نراها عاجزة عن التصدي لها وهي محاولة خبيثة لتكميم الأفواه للصحفيين والناشطين من قبل العصابات الإجرامية المنفلتة من القانون".
وطالب المحلاوي الاجهزة الامنية بـ"تحمل مسؤولياتها القانونية والوطنية من خلال التصدي لتلك العصابات المجرمة والضرب بيد من حديد لكل العابثين بأمن البلد وإحالتهم على القضاء لينالوا جزاءهم العادل".
 
استئناف دوام الطلبة
ميدانياً، أكدت نقابة المعلمين في واسط، في بيان تلقته "الصباح"، انه "تم استئناف الدوام في جميع المدارس بالمحافظة"، داعية "الكوادر التدريسية الى الالتزام بالدوام".
ولفتت النقابة إلى انه "في حالة تسويف المطالب المشروعة سوف يتم اعلان الاضراب بعد امتحانات نصف السنة ".
على الجانب الآخر، ذكر مصدر أمني بالمحافظة، في تصريح صحفي، أن "حصيلة المصادمات التي وقعت قرب جامعة واسط ارتفعت إلى 40 جريحاً"، مبيناً أن "العدد قابل للارتفاع".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "عشرات المتظاهرين توجهوا إلى مبنى قيادة شرطة واسط".
وانطلقت في مدينة الكوت، أمس الأحد، تظاهرات سلمية شارك فيها العشرات من ابناء المحافظة طالبوا فيها باقالة نائب المحافظ المهندس عادل الزركاني واعفاء جميع المسؤولين الذين تم تعيينهم ضمن المحاصصة.
وتجمع العشرات من الشيوخ والشباب امام مبنى ديوان المحافظة بالكوت مطالبين باقالة النائب الاول لمحافظ واسط ومعاوني ومستشاري المحافظ وجميع المسؤولين الذين تم تعيينهم ضمن المحاصصة الحزبية عبر لافتات وشعارات كانوا يرددونها.
أما في محافظة النجف فقد نفت قيادة شرطة النجف حصول أي حادث اغتيال في المحافظة.
وقال المتحدث الاعلامي باسم القيادة المقدم مقداد الموسوي، لـ"الصباح" ان أسرتين إحداهما من الناصرية والاخرى من بغداد كان بينهما ثأر قديم ادى الى نشوب شجار بينهما عند التقائهما في مقبرة وادي السلام في النجف، مبيناً ان الشجار ادى الى مقتل شخصين واصابة ثالث بجروح، وتم رفع دعوى قضائية في احد مراكز شرطة المحافظة بخصوص الحالة.
ونفى الموسوي وقوع اي حالة اغتيال في المحافظة كما تناقلت ذلك بعض وسائل الاعلام، داعياً جميع وسائل الاعلام الى توخي الدقة في نقل الاخبار الامنية، خاصة في الاوضاع التي تمر بها البلاد.
بينما أمنت القوات الأمنية، أمس الأحد، عودة طلبة المدارس في المحافظة.
 
حماية التظاهرات
ونقل مراسل وكالة الأنباء العراقية "واع" عن قيادة شرطة ذي قار تأكيدها أن "هذه الممارسات الأمنية تأتي لتأمين حماية جميع الدوائر الحكومية ومن ضمنها عودة طلبة المدارس". 
ونفت القيادة "وجود مجاميع تحاول إعاقة عودة الدوائر الحكومية بحرق الإطارات في بعض الأماكن في الناصرية".
على صعيد ذي صلة، اطلق ناشطون ومنظمات انسانية دعوات الى القوات الامنية بضرورة  التنسيق مع تنسيقيات التظاهرات لتامين ساحات الاحتجاج في محافظة ذي قار وخاصة ميدان الحبوبي، بينما يستمر غلق الجسور الرئيسة في المحافظة من قبل المتظاهرين.
وفي شأن متصل ما زالت الجسور الرئيسة في مركز مدينة الناصرية التي تربط صوبي المدينة مقطوعة امام حركة المواطنين والمركبات باستثناء جسر النصر الذي خصص للحالات الطارئة فقط إضافة إلى الجسر السريع، في وقت شكل فيه المتظاهرون لجانا أمنية للإشراف على عملية تفتيش المركبات على تلك الجسور إضافة مفارز تفتيش في الشوارع التي تؤدي باتجاه ساحة الحبوبي مركز اعتصام المتظاهرين.