«مفاوضات محتملة» بين بغداد وواشنطن لتنظيم تواجد القوات الأميركية

العراق 2020/01/13
...

بغداد / الصباح
 
ترغبُ كل من بغداد وواشنطن بدء المفاوضات بشأن مستقبل القوات الأميركية في العراق في اقرب وقت ممكن، وفي حين دعا نائب في البرلمان الى ضرورة مطالبة اميركا بتعويضات جراء احتلالها للبلاد، يستعد العراق لشراء المنظومة الروسية للدفاع الجوي بعيدة المدى “اس - 400”.
ويقول مصدر حكومي في تصريح صحفي: إن “هناك تواصلا بين الحكومتين العراقية والأميركية بشأن مستقبل القوات الأميركية في العراق، والرغبة المشتركة بينهما تكمن في أن تبدأ المفاوضات وتستمر لأشهر أو سنة”.
وأضاف أن “واحدة من الطروحات الموجودة، هي أن يتواجد حلف الناتو في العراق ويكون تواجد القوات الأميركية من ضمن هذا الحلف”.
وأشار إلى أن “مسؤولين حكوميين عراقيين، أكدوا للمسؤولين الأميركيين حاجتهم لوجود قواعد أميركية في العراق”.
وكان رئيس الحكومة “المستقيل” عادل عبد المهدي، قد طلب من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو “إرسال مندوبين إلى العراق لوضع آليات تطبيق قرار مجلس النواب العراقي بانسحاب آمن للقوات الأميركية من العراق”.
بينما أفادت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، مورغان أورتيغوس” في بيان “في هذه المرحلة، أي وفد يتوجه إلى العراق سيكون مكلفا بمناقشة أفضل وسيلة لإعادة تأكيد شراكتنا الستراتيجية، وليس مناقشة انسحاب القوات”.
يشار إلى أن البرلمان كان قد تبنى قرارا يلزم الحكومة بإنهاء وجود أي قوات أجنبية على الأراضي العراقية ومنعها من استخدام أراضيه ومجاله الجوي ومياهه لأي سبب.
من جانبه، ذكر النائب عن الاتحاد الوطني الكردستاني ديار برواري، أن العراق ليس بحاجة في الوقت الراهن لتواجد قوات أجنبية كبيرة على أراضيه، مبينا أن التواجد الأجنبي يقع على عاتق الحكومة لتحديد مدى حاجتها الفعلية لذلك.
وقال في تصريح صحفي إن “وزارتي الدفاع والداخلية هما الجهتان المعنيتان بحفظ سيادة وامن البلاد”، مبينا أن “الحكومة ملزمة ببيان رأيها امام البرلمان لتحديد مدى الحاجة الفعلية لتواجد القوات الأجنبية على الأراضي العراقية”.
وأضاف برواري، أن “السؤال الاهم حاليا هو هل تستطيع الحكومة تقديم ضمانات كافية للبرلمان على قدرة الوزارات الأمنية على حفظ البلاد من اي عدوان خارجي على السيادة العراقية”.
بينما قال عضو تحالف سائرون سلام الشمري، في بيان تسلمت “الصباح”، نسخة منه، إن “الرئيس الأميركي يطالب بتصريحات متكررة العراق بدفع مبالغ وتعويضات متناسيا أو متغافلا ان ما حصل في العراق من تدمير كبير تتحمله الادارات الأميركية المتعاقبة”.
وأضاف الشمري ان “ما حصل في العراق من جراء الاحتلال وما أعقبه من ممارسات اجرامية ترقى للابادة الجماعية تتطلب رفع دعوى دولية ضدها وضد من ثبتت عليه عمليات إجرامية ضد الشعب”.
وخاطب الشمري الرئيس الأميركي متسائلا “من له الحق بطلب التعويضات؟ العراقيون الذين قاوموا الاحتلال وعصابات وداعش الإرهابية ودفعوا الدماء الزكية وتركوا مدنهم وسكنوا المخيمات؟ ام تريدون الأمر لكم من دون نقاش؟”.
وطالب الشمري الحكومة ووزارة الخارجية بضرورة “العمل على رفع دعوى دولية لتعويض الشعب على ما أصابه من قتل وتدمير جراء أفعال الاحتلال وارهاب داعش”.
وبشأن اخر، اعلن عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية كريم علاوي استعداد العراق لشراء المنظومة الروسية للدفاع الجوي بعيدة المدى “اس - 400”.
وقال في تصريح صحفي “نحتاج إلى أنظمة دفاع جوي قوية، وقد خيب ظننا الأميركان عدة مرات، ولم يقدموا المساعدة في توفير الأسلحة اللازمة”.
وأضاف “ قبل ثلاثة اشهر، زار وفد من بغداد روسيا لاجراء محادثات للحصول على “اس - 400”، لكن الأزمة السياسية في البلد واستقالة رئيس الوزراء اوقفتا المفاوضات.
وفي وقت سابق، أعلن رئيس لجنة الدفاع والأمن البرلمانية محمد رضا، أن بغداد استأنفت مفاوضاتها مع موسكو بشأن شراء منظومة “اس - 400”.