لا تزالُ الضبابية تسود مشهد انسحاب القوات الاجنبية من العراق، فعلى الرغم من تأكيد الحكومة، أمس الثلاثاء، انها لن توقع على اتفاق بإبقاء القوات الاميركية في البلاد، مشيرة الى انها ستدعم تصويت البرلمان بانسحاب تلك القوات، أعلنت الولايات المتحدة عزمها العمل مع القيادة العراقية على تحديد أنسب مكان لنشر القوات الأميركية في البلاد، بينما دعا زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر الى تظاهرة “مليونية” تندد بالوجود الأميركي، وسط تلك التداعيات.
وقال المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء وليام وردة في تصريح صحفي: إن “العراق لن يوقع على اتفاق يتعلق بإبقاء القوات الأميركية في العراق لمواصلة القتال ضد عصابات داعش الارهابية”، مبينا أن “الحكومة ستدعم تصويت البرلمان الخاص بانسحاب القوات الأميركية من البلاد” .
وأضاف وردة أن «الحكومة ملتزمة بتنفيذ قرار البرلمان الذي ينص على أن جميع القوات الأجنبية يجب أن تنسحب من العراق، ولا تعني القوات الأجنبية وجود القوات الأميركية فقط ولكن جميع القوات الأجنبية الأخرى الموجودة في العراق».
بينما دعا زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر أمس الثلاثاء الى تظاهرة مليونية تندد بالوجود الأميركي وانتهاكاته.
وقال الصدر في تغريدة له على “تويتر”: “سماء العراق وارضه تنتهك من قبل القوات الغازية”.
واضاف “فإلى ثورة عراقية، لا شرقية ولا غربية، يكاد نصرها يفيء على العراق وأهله بالخير والبركات، هبوا يا جند الله وجند الوطن الى تظاهرة (مليونية)، سلمية موحدة تندد بالوجود الأميركي وانتهاكاته”.
واسترسل السيد الصدر “فاجمعوا امركم ولا تتوانوا.. فعراقكم وحوزتكم تستصرخكم فلا تقصروا، وانا على يقين بانكم ستبرهنون للجميع بانكم لن تركعوا للاستكبار العالمي، بل لن نركع الا لله”.
وتابع زعيم التيار الصدري “ولنا بعد ذلك وقفات شعبية وسياسية وبرلمانية تحفظ للعراق وشعبه الكرامة والسيادة”.
وفي رده على تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي قال فيها: ان “هناك 50 مسؤولا عراقيا يثمنون دور قوات بلاده في العراق”، قال عضو هيئة رئاسة البرلمان حسن الكعبي، في بيان: “لدينا اسماء لــ 179 مئة وتسعة وسبعين نائبا عراقيا وطنيا مقداما مُنتخبا بأمر الشعب صوتوا خلال جلسة علنية شهدها العالم اجمع على إجلاء قواتكم الاجنبية من العراق بعد تكرار خرقها لسيادتنا وكان آخرها ارتكاب مجزرة القائم ضد الحشد الشعبي وبعدها بأيام قليلة جريمة مطار بغداد الدولي، وقبلها اماكن
متعددة كثيرة اخرى” .
وخاطب الكعبي وزير الخارجية الاميركي بالقول: “هل تستطيع ان تكشف لنا وللشعب العراقي عن هوية الـ 50 مسؤولا الذين رحبوا بتواجد قواتكم في البلاد؟.. اتمنى ذلك”.
وكان وزير الخارجية الأميركي قد أعلن أن الولايات المتحدة تعتزم العمل مع القيادة العراقية على تحديد أنسب مكان لنشر القوات الأميركية في العراق.
وذكر بومبيو في تصريح صحافي “بخصوص حل مسألة مكان تموضع قواتنا داخل العراق؛ سنعمل في نهاية المطاف مع القادة المنتخبين في العراق لاختيار المكان الأنسب
لانتشار قواتنا”.
من جانبه، أكد سفير العراق لدى بروكسل صادق الركابي، للأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، أمس الثلاثاء، رفض العراق للاعتداءات على أراضيه.
وذكر بيان لوزارة الخارجية، تلقته “الصباح”، ان “الركابي التقى ستولتنبرغ، وجرى خلال اللقاء مناقشة آخر مستجدات العلاقات الثنائية، والتطورات في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما الأحداث الأخيرة في العراق، بالاضافة الى بحث عمل بعثة الناتو في العراق، وكيفية استمرار التعاون بين الجانبين في ضوء قرار الحكومة المتضمن مطالبة الدول الأعضاء في التحالف الدولي ضد داعش الارهابي، بسحب قواتها المتواجدة في العراق».
وبين الركابي، بحسب البيان، أن «العراق يرفض الانتهاكات، والاعتداءات التي وقعت على أراضيه، ويعدها انتهاكاً صارخاً لسيادته، وللقوانين، والأعراف الدولية»، موضحاً أن «العراق مستمر في تعاونه مع الشركاء الدوليين لخفض التصعيد، والتوتر بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران».
بدوره، أعرب الأمين العام لحلف الناتو، عن «احترام الحلف لسيادة العراق، وتعاونه مع المجتمع الدولي من أجل مكافحة الإرهاب، وتحقيق الأمن والسلم الدوليين»، مشيراً إلى «أهمية زيادة التواصل من أجل وضع برنامج عمل جديد يتناسب ومستجدات الوضع في العراق والمنطقة».
على صعيد ذي صلة، أكد عضو لجنة حقوق الإنسان النيابية أحمد الكناني، وجود تحرك عراقي على المحاكم الدولية من اجل مقاضاة الولايات المتحدة الأميركية على جرائمها في العراق.