عودة السيد السيستاني إلى النجف الأشرف تقرّ أعين العراقيين

العراق 2020/01/17
...

بغداد / الصباح
 
وصل المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني، أمس الجمعة، الى منزله في النجف الأشرف، بعد مغادرته مستشفى الكفيل التخصصي بمدينة كربلاء المقدسة، إثر اطمئنان الفريق الطبي على حالته الصحية واستقرارها.
وكان مصدر مسؤول في مكتب المرجع الأعلى أعلن صباح أمس الأول “تعرض السيد السيستاني في الليلة الماضية لالتواء في الرجل اليسرى أدى الى كسر في عظم الفخذ”، وعلى الفور أجريت له عملية جراحية في مستشفى الكفيل بمدينة كربلاء.
 
وبعثت الرئاسات الثلاث والأحزاب والكتل السياسية ومنظمات وشخصيات دولية برقيات إلى المرجع الأعلى للاطمئنان على صحته، وأكد الكادر الطبي الذي أجرى العملية الجراحية، أن السيد السيستاني بدأ بالحركة بعد استقرار وضعه الصحي وتماثله للشفاء”، وأوضح ان “العملية الجراحية أجريت لتثبيت كسر أعلى عظم الفخذ الأيسر”، مبيناً أن الكسر في رأس العظم في منطقة يكون فيها الشفاء سريعا وقد أجريت العملية بشيش مغلق وكان التخدير موقعيا ونصفيا”.
 
الرئاسات الثلاث
وقال رئيس الجمهورية برهم صالح، في برقية إلى المرجع الأعلى، «تابعنا منذ اللحظات الأولى خبر تعرض سماحتكم للوعكة الصحية، وما ترتب عليها، وإنا إذ نحمد الباري - عزّ وجل - على سلامة سماحتكم وتمام العملية الجراحية بنجاح ندعو الباري أن يمنّ عليكم بموفور الصحة والعافية، ويتم نعمته على العراق وشعبه بتمام تماثلكم للشفاء».
وأضاف صالح «وإذا رُفعتْ الأكف بالدعاء لله سبحانه وتعالى فإننا نسأله أن يحميكم ويجنبكم كل مكروه ويحفظكم ذخراً للعراق والأمة الاسلامية، وستكون رئاسة الجمهورية على أتم الاستعداد للاتصال بالجهات الطبية المختصة لتقديم الرعاية اللازمة مع إيماننا بكفاءة الكوادر الطبية التي أجرت وأشرفت على إجراء العملية الجراحية والتي ستتابع الرعاية اللاحقة لسماحتكم».
وأكد رئيس مجلس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، خلال اتصال بمكتب سماحته، «استمرار متابعته الشخصية واستعداد الحكومة وأجهزتها كاملة لتقديم أفضل رعاية صحية ممكنة لسماحته».
وكانت مصادر مقربة من المرجعية العليا قد كشفت عن ان «السيد السيستاني رفض رفضا قاطعا مقترح نقله إلى خارج العراق بغية إجراء العملية الجراحية له»، مشيرة إلى ان الإمام السيستاني «شدد على إجراء العملية في العراق وعلى أيدي الأطباء العراقيين».
في حين قال رئيس مجلس النواب، في تغريدة على تويتر: «حمدا لله على سلامة سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، صمَّام الأمان وذخيرة الوحدة الوطنية، حفظكم الله وأطال عمركم لخدمة الوطن والأمة، وحفظ عراقنا الحبيب».
 
الأحزاب والكتل السياسية
من جهته قدم وزير الخارجية محمد علي الحكيم، في تغريدة على تويتر «الشكر لله عز وجل على سلامة المرجع الأعلى الامام السيد علي السيستاني حفظه الله واطال عمره من العملية الجراحية ادام الله ظله وابقاه للعراقيين صمام امان وحكمة ومن عليه بالشفاء العاجل انه سميع عليم».
وتصدر هاشتاغ #الشفاء_العاجل قائمة «الترند» في موقع التواصل «تويتر» وذلك بعد دقائق من نشر بيان مكتب المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني الذي اعلن تعرض المرجع لكسر بعظم الفخذ، ودعوته للمؤمنين بالشفاء.
وأطلق ناشطون الهاشتاك للدعاء بـ»الشفاء» للمرجع الديني الاعلى كما رفع المتظاهرون صورة كبيرة للمرجع الديني الأعلى على المطعم التركي وسط ساحة التحرير في بغداد. وكتب المتظاهرون على الصورة: قلوب الثوار معك.. مشافى 
معافى مرجعية الوطن.
في غضون ذلك، قال رئيس تيار الحكمة الوطني، السيد عمار الحكيم، في بيان: «نحمد الله حمد الشاكرين على نعمته بتكلل التداخل الجراحي لسماحة المرجع الديني الاعلى»، مبتهلاً الى العلي القدير ان «يلبس سماحته رداء الشفاء والعافية ويمد في عمره المبارك ذخرا وسورا حصينا وصوتا مدافعا وعالما مطالبا بحقوق ونصرة المظلومين إنه سميع 
مجيب الدعاء».
من جهته، عد رئيس تحالف الفتح هادي العامري، في بيان، أن «السيد السيستاني رمز للوطن بكافة مكوناته وصمام امان لكل المستضعفين»، متمنياً له «الشفاء العاجل ونسأل الله ان يمد بعمره الشريف لينعم العراق ببركة وجوده وحكمته».
واطمأن رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، على صحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى الإمام السيد السيستاني بعد خضوعه لعملية جراحية، وابتهل في رسالة لمكتب سماحته الى الله العظيم أن «يمن على سماحة السيد السيستاني بالصحة والعافية».
وفي حين اكدت قوات الحشد الشعبي، انها ستبقى رهن إشارة المرجع الديني الأعلى في الدفاع عن العراق وشعبه، بارك ائتلاف النصر تماثل سماحته للشفاء، داعيا الله تعالى ان يديم وجوده المبارك وظله الشريف.
وعبر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي الشيخ همام حمودي عن اسفه لتعرض المرجع الديني علي السيستاني لحادث.
 
مواقف إقليمية ودولية
على الصعيد الإقليمي والدولي، بعث قائد الثورة الإسلامية في إيران، آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، رسالة للمرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الإمام علي السيستاني بمناسبة نجاح عمليته الجراحية، متمنياً «له الشفاء العاجل بعد اجرائه عملية جراحية».
ونشر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، صورة تجمعه والرئيس الإيراني حسن روحاني مع المرجع السيستاني  على «تويتر»، قائلا: «بشری لنا جمیعا في ایران وفي العراق بنجاح العملیة الجراحیة للمرجع الکبیر آیة الله العظمی السید علي السیستاني { داعین الله جل وعلا بسرعة شفائه وان یتم نعمته علینا بسلامته».
وذكرت وكالة الانباء الكويتية (كونا) أن «أمیر البلاد صباح الأحمد الجابر الصباح بعث برقیة الى سماحة السید آیة الله السیستاني اطمأن فیها على صحته إثر تعرض سماحته لكسر في عظم الفخذ، سائلا المولى تعالى أن ینعم علیه بالشفاء العاجل ویدیم على سماحته موفور الصحة والعافیة».
وأضافت، أن «ولي العهد الشیخ نواف الأحمد الجابر الصباح بعث هو الآخر برقیة الى سماحة السید آیة الله السیستاني اطمأن خلالها على صحته إثر تعرض سماحته لكسر في عظم الفخذ، كما بعث الشیخ صباح خالد الحمد الصباح رئیس مجلس الوزراء برقیة مماثلة».
وبينما عدت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، في تعليق لها على حادث اصابة السيد السيستاني، أن «صوت المرجع الاعلى وحكمته إلهام للجميع، وأعرب سفير الاتحاد الأوروبي لدى العراق مارتن هاث في تغريدة له عن تمنياته بـ»الشفاء العاجل لسماحة السيد علي السيستاني»، وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو: «أتوجه لله مع ملايين العراقيين بالدعاء له، فهو يمثل لهم مصدراً للهداية والإلهام، اللهم امنحه الشفاء العاجل والعمر الطويل».