العراق يحتفل بالذكرى 98 لتأسيس جيشه

الثانية والثالثة 2019/01/07
...


فعاليات رسمية وشعبية في بغداد والمحافظات
بغداد / الصباح
 
 
ثمنت الرئاسات الثلاث والقيادات السياسية في البلاد، أمس الأحد، بطولات وتضحيات جيشنا العراقي الباسل سور الوطن بمناسبة الذكرى 98 لتأسيسه، إذ أكد رئيس الجمهورية برهم صالح ضرورة تعزيز قدرات الجيش وتمكينه كمؤسسة مهنية وطنية لكل العراقيين بمختلف انتماءاتهم، وبينما أشاد رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي بمهنية المؤسسة العسكرية والانضباط العالي لقواتنا المسلحة، أكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي أن المجلس سيدعم إبرام الاتفاقيات التي تصب بمصلحة تعزيز قدرات الجيش تسليحاً وتدريباً.
وقال رئيس الجمهورية برهم صالح في بيان: في ذكرى تأسيس الجيش العراقي نستذكر مآثر الجيش وتشكيلاته في الدفاع عن الوطن، وآخرها دحر إرهاب داعش، وإننا إذ نبارك لشعبنا هذه الذكرى، نؤكد ضرورة تعزيز قدرات الجيش وتمكينه كمؤسسة مهنية وطنية لكل العراقيين بمختلف انتماءاتهم وحامية للوطن ونظامه الدستوري الديمقراطي الاتحادي.
ووضع الرئيس صالح، صباح أمس الأحد، إكليل زهور على نصب الجندي المجهول في بغداد بمناسبة الذكرى (98) لتأسيس الجيش العراقي الباسل، وكان في استقبال رئيس الجمهورية لدى وصوله مكان الاحتفال؛ رئيس أركان الجيش وكالة الفريق أول ركن عثمان الغانمي وكبار القادة العسكريين، فضلاً عن رؤساء وأعضاء البعثات الدبلوماسية في بغداد، وجرى بعدها عزف السلام الجمهوري وتفتيش حرس الشرف وقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء قواتنا المسلحة.
بدوره، قال القائد العام للقوات المسلحة، عادل عبد المهدي، الذي رعى استعراضا عسكريا أقيم في مقر الكلية العسكرية بالمناسبة، والتقى جمعا من أهالي الشهداء والجرحى، في كلمته: “ايها المقاتلون الغيارى في جيش العراق الباسل وفي جميع صنوفه وتشكيلاته ايها الذائدون عن حياض الوطن والمنتصرون في المنازلات انتم عزّ العراقيين والعراقيات والحافظون للعهد وانتم جيش الانتصار وجيش الإعمار والتقدم”.
واضاف عبد المهدي، ان «الجيش العراقي المشهودَ له بالكفاءة والخبرة والمهنية، قد خرّج اجيالا من خيرة الضباط والقادة والمراتب واسس لتقاليد عمل راسخة وما زال يواصل العطاء، وقد واجه الجيشُ العراقي تحدياتٍ خطيرةً في جميع العهود وبقي هذا الجيش العريق يقاوم محاولاتِ اخضاعِه للاجندات السياسية ولسعي النظام الدكتاتوري للتحكم به والتسلط عليه وتحويله لأداة قمع، ودفع ثمنا غاليا واختلطت دماؤه مع دماء بقية ابناء الشعب العراقي الذي رفض الظلمَ والاستبداد»، مبينا أنه «سيبقى ظهيرا لكل العراقيين، متساميا ومدركا انه حامي التنوع والتعايش والسلم الاجتماعي والاعتراف بالاخر، تحت سقف بيتنا الكبير، تحت سقف الدستور، تحت سقف العراق العزيز» .
وتابع عبد المهدي، «لقد نجح الجيش العراقي في مهمة الدفاع والتحرير وابلى بلاءً كبيرا حسنا في الحرب على الارهاب والقمع والابادة الجماعية، وادى الى جانب هذه المهمة الصعبة واجبَ الحفاظ على الامن والاستقرار، ولن يكون الا جيشا للدفاع عن العراق ومصالح شعبه ملتزما بمهمته الوطنية الدستورية بكامل عقيدته وايمانه من موقع القوي المقتدر الأمين.. كما نجح جيشُنا باستعادة ثقة الشعب حين تمسك بانتمائه الوطني وجعل منه المعيارَ الوحيد للتعاون مع المواطنين».
ولفت عبد المهدي إلى أن «اهمَ نجاحٍ حققته قواتُنا المسلحة هو التكاملُ والانسجام بين صنوفها وتشكيلاتها، فحين وقف الحشد الشعبي والعشائري ظهيرا لقوات الجيش والشرطة وحين صمدت قوات البيشمركة جنبا الى جنب مع الجيش ضد عصابة داعش الارهابية وحين تقدمت قوة مكافحة الارهاب بعزم ضارب في جميع المواجهات، برزت هذه الصورةُ المبهرة كاحدى صورِ الوحدةِ الوطنية وكنقطة مضيئة في طريق بناء العراق الجديد»، مخاطباً أبناء الشعب أن «هذا الجيش الغيور كان معكم وسيبقى معكم ولن يخذلكم في يوم من الايام وسيؤدي واجبَه الوطني والدستوري بكل شرف واخلاص ومهنية، وهو ابنُ الشعب ورافعُ رايةِ الوطن، فشهداؤه وجرحاه ما ضحوا بحياتهم وسلامتهم الا من اجل ان يبقى العراقُ واحدا حرا وسيدا، وان يعيشَ هذا الشعبُ بخير وأمن وأمان واستقرار ويعودَ كلُ نازحٍ ومهجر الى مدينته وبيته معززا مكرما».
وبين عبد المهدي ان «الجيشَ العراقي الذي صنع الانتصار وهزم داعش.. سيشارك بشكل فعال في اعمار العراق وسيسخر كلَ خبراتِه وامكاناته البشرية والمادية والهندسية في عملية البناء التي يتطلع اليها جميع ابناء شعبنا سواء في المحافظات المحررة والمتضررة، وفي تلك التي وهبت ابناءَها للتحرير فتأخرت فيها فرصُ النمو
 والإعمار».
ولفت عبد المهدي إلى أنه بـ»وحدة الجيش والشعب سننتصر ايضا في معركتنا ضد الفساد والمفسدين بقوة القانون وبارادة شعبنا وعزم مؤسسات الدولة واجهزتها الرقابية والقضائية وبالتعاون الجاد بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، ودعم ورعاية المرجعية الدينية العليا والمراجع الكرام وعلماء الدين الافاضل، ولن نسمح بوجود سلاح خارج سيطرة الدولة، ولن نسمح لاحد ان يفرض سلوكا او منظومة او سياسة خارج القانون والنظام العام».
واشار عبد المهدي «اما رسالتُنا الثانية فنوجهها لاشقاء العراق واصدقائه وجيرانه، بأن جيشَ العراق القويَ القاهرَ هو حامي السيادةِ الوطنية والمدافعُ عن حدود الوطن وجدارُ الصد الاول لمنع اي اعتداء او تجاوز، وهو في الوقت نفسه لن يكون جيشا معتديا او اداةَ تدخل وقمع ضد اي شعبٍ من شعوب المنطقة» .
وعبر عبد المهدي عن تطلعه لـ»عصر ازدهار اقتصادي نلتفت فيه لمصالح شعوبنا وإبعادها عن الحروب والنزاعات المسلحة التي استنزفت شبابَها واموالَها ومواردَها، ونطمح لشبكة علاقات اقتصادية متينة وتشابكِ مصالحَ تتحول فيه دول المنطقة الى نقطة جذب للاستثمارات ورؤوس الاموال وكبريات شركات البناء والإعمار الرصينة»، منوها بأنه «اصبح لزاما علينا ان نفتحَ صفحةً جيدةً وجديدة من اجل ان تعيشَ شعوبُنا وتتنعمَ بخيراتها ومواردها الغنية وألا تبقى مدينةٌ أو قرية تعاني سوء الخدمات أو انعدامها، وان نقضي على البطالة بتوفير فرص العمل لكل انسان يريد ان يعملَ ويعيشَ عيشةً كريمةً لائقة يوفر فيها مصدر َرزقٍ شريفٍ لنفسه وعائلته». 
واكد عبد المهدي ان «عجلةَ الإعمار لو دارت بسرعة وتعاون وفي ظروفٍ آمنةٍ ومستقرة فسيقطف الجميعُ ثمارَها في القريب العاجل»، مشيرا الى ان «رؤيتَنا لأهمية وجود جيشٍ قويٍ ومهني نابعةٌ من اعتبار الجيش ضمانا لاستقرار الدولة وحاميا لمؤسساتها الدستورية بالشكل الذي يساعد على توفير بيئةٍ صالحةٍ ومهيأةٍ للبناء والإعمار وسيادة القانون وبالتالي تحقيق النمو والازدهار الاقتصادي والرفاه الذي هو الغايةُ الاسمى التي نسعى لتحقيقها».
وأصدر رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي، أمراً ديوانياً بترقية الضباط الأعوان في جدول 6 كانون 2019 لوزارةالدفاع.
كما وجه رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي رسالة إلى أبناء الجيش العراقي بمناسبة الذكرى 98 لتأسيسه، قال فيها: نقف اليوم إجلالا وتقديرا ونحن نستحضر المناسبة الغالية على قلوبنا، محتفلين بعيد التأسيس الثامن والتسعين، مفتخرين بمهنيتكم العالية، وتضحياتكم العظيمة، وبسالتكم الفريدة، وسهركم في الدفاع عن الوطن ووحدته، حين وقفتم طوال قرن من الزمن حاجزا منيعا تتكسر دونه كلُّ طموحات الأعداء.
وزاد الحلبوسي، في الوقت الذي نقدم فيه التهنئة والتبريك لكم قادة وضباطا ومراتب فإننا نؤكد حرصنا على دعم هذه المؤسسة الوطنية واستقلالها وضمان بقائها كصمام أمان بعيدة عن كل أنواع التسييس والميول والاتجاهات، ممثلة كل ألوان الطيف العراقي، معتمدة في تقييم أفرادها على المقاييس المهنية، كذلك لا يفوتنا أن نؤكد أننا سنعمل مع الحكومة ليكون جيشنا قويا، وسندعم إبرام الاتفاقيات ذات الصلة التي تصب في مصلحة تعزيز قدراته تسليحا وتدريبا، وسنقف إلى جانب حقوق الجرحى وعوائل الشهداء حتى تتحقق، وسنسعى خلال دورة البرلمان الحالية إلى إصدار القوانين التي من شأنها تلبية متطلبات أبنائنا في مختلف الأجهزة الأمنية وبما يحفظ حقوقهم.
وختم الحلبوسي رسالته بالقول: كل عام وأنتم سور الوطن ودرعه الحصينة، نحييكم تحية إجلال وإكبار بجميع صنوفكم، ونجزم أن التاريخ سيسجل أسماءكم بأحرف من نور، وسيخلد وقفتكم بردكم الهجمة الإرهابية، فقد اعدتم إلى العراق هيبته وحفظتم المنطقة من شرٍّ عظيم.