المخرج قتيبة الجنابي يدوّن ذكرياته بالصورة لا بالكلمات

ثقافة 2020/09/16
...

 قحطان جاسم جواد
 
المخرج المبدع وصياد الجوائز السينمائية قتيبة الجنابي عرفناه متمرسا واعيا بصناعة الفيلم الروائي والوثائقي والتسجيلي، وحقق فيها نجاحا كبيرا وخطف من خلالها الكثير من الجوائز المهمة اخرها المهرجان المهم في بريطانيا عن فيلمه قصص العابرين. اليوم يقدم لنا قتيبة جانبا ابداعيا اخر في شخصيته وهو جانب الفوتوغراف الذي حاول فيه بوعي ايجاد زاوية يبدو المألوف مختلفا فيها، و يلعب فيها الضوء والظل دورا كبيرا، كما نجده مهتما على نحو غير طبيعي بالتفاصيل التي قد لا تخطر على بال احد،  بحثاً عن مكامن الجمال بحيث يجعلك تشعر بان هذا الرجل الفوتوغرافي بداخله شاعر كبير يسجل قصائده بالصورة اللماحة والذكية. 
فوتوغرافات الجنابي صدرت ضمن مجلد ضخم يضم ثلاثة كتب وآلاف الصور الاول منها صادر حديثا بعنوان(في اضواء غريبة...يوميات فوتوغرافية) والثاني تحت عنوان (الزمن المفقود) والكتاب الثالث (ارض الحياد)، والصور من حدود العراق ..كلها كانت في كتاب واسع واحد، وستصدر الاجزاء المتبقية تباعا لاسباب تنظيمية وفنية خاصة بجهة الاصدار.
يقول الجنابي عن كتابه الفوتوغرافي الاول من نوعه "تشكل هذه الصور مذكراتي ويومياتي لفترة طويلة من حياتي، كنت ادونها فوتوغرافيا وليس بالكلمات من خلال عدسة كاميرتي الشخصية" ويضيف : "البعض يتأقلم مع المنفى بسهولة، والبعض يجد صعوبة ووقتاً طويلاً حتى يتأقلم مع الواقع الجديد الذي يعيشه في المنفى، لكني من اول يوم غادرت العراق وانا افكر فيه.. افكر بالعودة والحنين الى الاصل والمنبع والبحث عن الوطن المغيب، اراقب بشغف المارة والالوان والاضواء وكل حركة والتفاتة وحركة الناس العابرة، حين كنت اصور الاماكن ابحث عن اشياء شبيهة بمدينتي بغداد احاول انشاء مساحات فارغة خاصة بي داخل الصورة الفوتوغرافية لكي اضع نفسي فيها للدخول بصمت الى حبيبتي بغداد كي احصل على مساحة للتفكير والتأمل من اجل اكتشاف روح المشهد المصور، وعندما اصور احب ان اكون لوحدي، لاكتشاف عالمي الخاص وروح القساوة والترحال والاغتراب
 والحنين.
ويذكر ان المخرج قتيبة ولد  في بغداد، ودرس التصوير الصحفي في بودابست/ المجر، كانت أطروحته لشهادة الدبلوم حول مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. التحق قتيبة بأكاديمية بودابست للدراما والسينما، ليُصبح مصوراً سينمائياً مؤهلا. وقد كان تحت إشراف لايوس كولتاي المصور السينمائي الذي تم ترشيحه لجائزة الأوسكار معرّفاً "الأسلوب المجريّ" في الإضاءة والإنتاج، عمل قتيبة في صناعة الأفلام والتلفزيون المجري وأكمل شهادة الدكتوراه في عِلم الجمال وتاريخ السينما العربية في جامعة يوتفوس لوراند قبل انتقاله إلى لندن، عمل قتيبة كمصور سينمائي في مختلف الأفلام، وقد أنتج وأخرجَ عدة برامج وأفلام لقناة "ام بي سي" وكذلك افلام قصيرة ووثائقيات، انتقل بعدها إلى كتابة السيناريو وإنتاج الأفلام الروائية، وحصل على عدة جوائز، منها  جائزة رينداس للافلام المستقلة البريطانية الرابعة عشرة، وجائزة أفضل تصوير سينمائي من المهرجان التجاري المجري السابع عشر، وجائزة أفضل تصوير سينمائي لمهرجان الفيلم العربي لسنة1999 والجائزة الأولى في مهرجان الخليج السينمائي، وجائزة خاصة في مهرجان موناكو الخيري للسينما، واخيرا جائزة بريطانية عن فيلمه " قصص العابرين".