طهران / صالح الشيخ خلف
في الوقت الذي تتواصل فيه السياسات الاميريكة المعادية لايران نددت الاخيرة باعلان وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو استضافة قمة دولية تركز على الشرق الاوسط وتحديدا ايران في الشهر المقبل في بولندا، في الوقت الذي تزايدت فيه حدة التصعيد بين ايران والاتحاد الاوربي بسبب حظر فرضه الاتحاد الاوربي على وزارة الامن الايرانية على خلفية ادعاءات بمقتل اثنين من المنشقين الايرانيين في هولندا خلال الاعوام 2015 و 2017 .
وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ان بولندا يجب ان تشعر بالخجل لاستضافتها مؤتمرا ضد ايران التي استضافت البولنديين على اراضيها اثناء الحرب العالمية الثانية.
وراى ان بولندا لا يمكن لها ان تستضيف “استعراضا ضد ايران” بينما انقذت ايران البولنديين في الحرب.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد قال لمحطة فوكس نيوز التلفزيونية إن القمة « ستركز على الاستقرار في الشرق الأوسط والسلام والحرية والأمن في هذه المنطقة، وهذا يشمل عنصرا مهما وهو ضمان ألا يكون لإيران تأثير مزعزع للاستقرار”.
وقال بومبيو إن الاجتماع « سيضم عشرات الدول من كل أنحاء العالم، من آسيا، من أفريقيا، من دول النصف الغربي، أوروبا أيضا، والشرق الأوسط بالطبع » .
ويقوم بومبيو بجولة تستمر ثمانية أيام بالشرق الأوسط، وقال بومبيو أثناء الجولة: إن “الولايات المتحدة “تضاعف” جهودها للضغط على إيران وتسعى لإقناع حلفائها في المنطقة بأنها ملتزمة بمحاربة تنظيم “داعش” الارهابي على الرغم من قرار ترامب في الآونة الأخيرة سحب القوات الأميركية من سوريا.
واعتبر امين مجلس الامن القومي الايراني علي شمخاني امس السبت تحول الضغوط والعقوبات التي تمارسها الولايات المتحدة الى عقد مؤتمر فهذا يعني الفشل . الى ذلك نددت ايران بموقف الاتحاد الاوربي الذي قضى بوضع احدى دوائر وزارة الامن الايرانية في دائرة الحظر، في الوقت الذي تحدثت المصادر عن نية طهران اتخاذ اجراءات امنية على بعض الدول الاوروبية بسبب ايوائها لعناصر ايرانية منشقة الامر الذي يؤشر على تصعيد في الموقف بين ايران والاتحاد الاوروبي. وردا على دعوة وزارة الخارجية الفرنسية بايقاف التجارب على الصواريخ البالستية قال قاسمي “اننا نتوقع مع فرنسا ان تتجنب تكرار مزاعهما الخاطئة المتعارضة مع الاتفاق النووي” معتبرا القرار الاممي 2231 الصادر من مجلس الامن الدولي لا يتضمن اي اشارة الى حظر البرنامج الصاروخي التقليدي والدفاعي واستخداماته العلمية “ونحن نؤمن بقوة ان المحاولات للايحاء واملاء تفسيرات واستنتاجات خاطئة من القرار 2231 حول البرنامج الصاروخي الايراني تصرف غير مسؤول” .
العلاقات الاميركية السعودية
في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الاميركية السعودية عهدا ربيعيا مشمسا في عهد الرئيس الاميركي دونالد ترامب فان تلك العلاقة قد تكون في خطر مستقبلا . فبحسب مقال على موقع وكالة “بلومبرغ” الأميركية، فإن العلاقة التي تربط العائلة الحاكمة في السعودية، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، تعد “فخا خطيرا” للجانبين، على الرغم من أن الجانبين مسروران بهذه العلاقة. والخطر الذي يتحدث عنه المقال الذي يحمل عنوان “احذروا أيها السعوديون، فحليفكم هو أميركا وليس ترامب”- هو أن تصبح المملكة بؤرة خلاف حزبي بواشنطن؛ وهو ما قد تكون له توابع كارثية على كلا البلدين. وأضاف كاتب المقال: “يبدو أن الديمقراطيين الذين يسيطرون على مجلس النواب الأميركي باتوا يستخدمون العديد من الخلافات التي تورطت فيها الرياض لمهاجمة سياسة ترامب الخارجية”.
ويشير المقال إلى أن الأشهر القليلة المقبلة قد تشهد تحولا ملحوظا في عدد من الملفات مثل: مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، والدمار الذي حل في اليمن بسبب الحرب، ما قد يثير موجة انتقادات لاذعة من قِبَل الديمقراطيين. وأما الجمهوريون، فقد اعترض كثير منهم على سياسات ترامب، ومنهم حلفاء سابقون للرئيس، مثل السيناتور ليندزي غراهام من ولاية كارولينا الجنوبية، وماركو روبيو من فلوريدا، في محاولة منهم على ما يبدو لدفع ترامب لتبني سياسة خارجية “تقليدية” مخالفة لنهجه الحالي.
ويرى الكاتب أن التحالف القوي بين السعودية وأميركا، والقائم على المصالح المتبادلة، تحول إلى سلاح بيد الحزبين اللذين يحاربان لانتزاع مزايا سياسية، وهنا يكمن الخطر، لأن تغير الظروف السياسية في أي من البلدين قد يُضعف هذا التحالف الذي يحتاجانه.
بدأ ترامب أولى رحلاته الخارجية في عام 2017، بالرياض، ومنذ ذلك الحين وهو يتباهى بإبرام عقود تعاون عسكرية بمليارات الدولارات في حين يحتفي القادة السعوديون بانسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، وبالعقوبات الجديدة الصارمة ضد طهران.
وقارن كلا الجانبين علاقتهما الدافئة، بسابقتها الباردة التي ميزت فترة ولاية الرئيس السابق باراك أوباما الثانية. وذكر الكاتب مثالا على ذلك: تقارب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع ترامب، وانتماءه القوي للجمهوريين، عكس حاله مع أوباما، وهو ما يتحدى العقيدة التقليدية التي لا ينبغي أبدا أن تكون “حزبية” بين أميركا وحلفائها. ويحذر الكاتب من أن تسقط المملكة في فخ رؤية الجمهوريين كحلفاء بينما ترى في الديمقراطيين تهديدا لها، وهو ما اتضح في الهجوم الذي شنته بعض المؤسسات الإعلامية السعودية البارزة على النائبتين الديمقراطيتين رشيدة طليب، وإيلهان عمر، اللتين تم انتخابهما مؤخرا في الكونغرس، رغم أنهما مسلمتان، في “خطوة غريبة”. ويقول الكاتب: “يبدو أن المنطق هو أن أولئك الذين ليسوا مع ترامب هم في منبر الخصوم الإقليميين الرئيسين بالنسبة للمملكة، كإيران وقطر، ويجب أن ينظر إليهم على أنهم تهديدات، وإذا انتشر هذا الخط من الهجوم، فإنه يمكن أن يصبح نبوءة سعودية تحقق ذاتها”.
ويحذر الكاتب الديموقراطيين كذلك من الأمر ذاته، سيكون بالنسبة للديمقراطيين أن يعتقدوا عن طريق الخطأ أن أجندة السياسة الخارجية الخاصة بهم، التي يفترض أنها مستوحاة من أوباما، ستعني رفض الشراكة مع الرياض وفتح حوار تعاوني جديد مع طهران.
وبحسب المقال، ستكون كارثة بالنسبة للولايات المتحدة أيضا. ومع ذلك، فإن الأشخاص الجادين في كلا الجانبين يروجون ذلك عن غير قصد، وما كان في يوم من الأيام سيناريو سخيفا أصبح مقبولا بشكل مزعج