أداء جيد لمنتخبنا وانسيابية بناء الهجمات تستدعي المعالجة

الرياضة 2019/01/14
...

 تحليل/علي النعيمي
 حقق منتخبنا الوطني فوزاً مستحقا على نظيره اليمني بثلاثة اهداف نظيفة ضمنت له التأهل إلى دور الستة عشر من البطولة الاسيوية المقامة حالياً في الامارات، وقد تحسن أداء كتيبة اسود الرافدين بشكل كبير مقارنة بمواجهة فيتنام الاولى بعد ان ايقن المدرب كاتانيتش ان نظام اللعب الذي طبقه في المباراة الاولى لم يجد نفعاً، ويعد الزج باللاعب الشاب علاء عباس الذي احرز هدف الفوز الثالث من أبرز إيجابيات اللقاء بعد قرار رائع ومثالي اتخذه اللاعب الشاب محمد داود الذي لعب في الدقائق الأخيرة عندما قرر الدخول لأقصى مساحة في منطقة جزاء اليمن وعمل كروس الى احمد ياسين الذي عكسها الى المهاجم عباس وهي خطوة تحسب للمدرب الذي دخل اللقاء بنظام لعب 4-1-4-1 وباللاعبين جلال حسن لحراسة المرمى وبرباعي دفاع تألف من علاء مهاوي، احمد إبراهيم، ريبين سولاقا، علي عدنان، وقد وضع كاتانيتش اللاعب صفاء هادي في  مركز الارتكاز وامامه أربعة لاعبين يجيدون صناعة اللعب وهم حسين علي على اليسار واحمد ياسين في اليمين وبشار رسن وهمام طارق وامامهم المهاجم المتألق مهند علي الذي سجل واحداً من اجمل الأهداف وبمجهود شخصي وقد نجح منتخبنا الوطني في نقل الكرة وبناء الهجمات والتحضير وتبادل المراكز وقد ساعده على ذلك ضعف الرقابة والضغط الدفاعي من قبل الفريق اليمني الذي حاول العودة الى أجواء المباراة في الشوط الثاني ، مقابل ذلك غيّر المدرب نظام  اللعب ولعب بالتشكيل الثاني وهو 4-2-3-1  بعد دخول اللاعب امجد عطوان في الشوط الثاني في ما توقع بعض المحللين بان يعتمد المدرب كاتانيتش على التحولات السريعة منذ بداية المواجهة لحظة الحيازة على الكرة او العودة الى تكثيف الضغط العالي في ملعب المنافس اليمني والحصول على الكرة وتطوير الهجمات وقد حدثت 20 محاولة.
 
انسيابية التمرير
على الرغم من الهدفين المستحقين الجميلين اللذين سجلهما كل من مهند علي وبشار رسن الا ان مشكلة بناء الهجمات بشكلها الانسيابي الذي يتطلب التمرير والتحرك والانتقال لا يزال المعضلة الأبرز في أداء منتخبنا ونقصد هنا لحظة اتخاذ القرار والتصرف بالكرة في الثلث الهجومي وطريقة الاقتراب السلس من الهدف اليمني، بحيث لم تكن هناك أي مشكلة في نقل الكرة من الدفاع الى خط الوسط والقدرة على التدوير بيد ان هذه المشكلة يمكن ان نختزلها في نقطتين:
 الاولى: تتعلق بآلية الهجوم من وسط الملعب باتجاه العمق فعلى الرغم من التحركات واللامركزية لبشار رسن و علاء مهاوي وصفاء هادي وحسين علي وهمام طارق واحمد ياسين وعلي عدنان الا انه عندما يتسلم أي لاعب من هؤلاء لم نشاهد بقية اللاعبين يعملون له خيارات مثالية للتمرير في الثلث الهجومي بشكل فعال بواسطة تمركز اللاعبين بين خطوط اللعب او اخذ الفراغ المناسب في الجهة البعيدة عن مسار الكرة.
 
طرفا الملعب 
اما النقطة الثانية، فهي تتعلق بتفعيل الهجمات واستغلال طرفي الملعب، فأسلوب تحرك اللاعب علي عدنان في الشوط الاول كان مكشوفا للفريق المنافس ودائماً ما يميل الى خيار الدريبل وحالة 1 ضد 1 واجتياز المنافس على خط التماس لأنه كان يتسلم الكرة في هذه المنطقة التي يتواجد فيها أربعة لاعبين هم منير عبد ربه وأحمد السروري والغازي ومحمد بارويس وبالتالي كانت معظم الكرات تنقطع واحياناً ترتد في هذه الجهة لصالح اليمني وبانتظار ان يتدخل همام طارق او ريبين سولاقا الذي تألق كثيراً في الربط وتدوير الكرات والتمرير السهل والمتقن في الثلث الدفاعي، وذات الكلام يقال عن الجهة الثانية (اليمين) فتوجد مشكلة أخرى كانت بين احمد ياسين وعلاء مهاوي في التوقيت المثالي لصعود الظهير مهاوي الى الامام ودخول احمد الى العمق وتطوير الهجمة عبر الربط واجتياز الدفاع اليمني في هذه الجهة ومن ثم لعب الكرات العرضية، على الرغم من ان هذه الجهة شهدت اكثر المناطق تمريراً وتفعيلاً للكرات لكنها بحاجة الى وقفة من حيث معرفة الأدوار وهضم التحركات بين الظهير والجناح . 
 
الشوط الثاني
في الشوط الثاني كان دخول أمجد عطوان مهماً في مسألة استرداد الكرة وقطعها في وسط الملعب وتحجيم خطورة اللاعب اليمني وحيد خياط الممول الاول ومراقبة ومنع عبد الواسع المطري من تغيير مركزه عندما يتحول من الطرف الى العمق وقد لعب عطوان الى جانب صفاء هادي وقد صاحب ذلك تراجع نسبي لخط الوسط الى نصف ملعبنا والرهان على التحولات الى الامام لكن لم نشاهد أي تنويع في الية التحضير واستغلال طرفي الملعب بالشكل الامثل اذ لم تعد المنتخبات العالمية والأندية تراهن فقط على الاوفرلاب او اوندرلاب بطريقتها الكلاسيكية وتكون زيادة عددية والاكتفاء بعكس الكرات انما الدخول السريع الى العمق والدريبل ان وجدت المساحة قبل عمل الكرة العرضية فضلا عن صعوبة التخلص واجتياز المنافس في الحالة الفردية وقد كانت واضحة وأول حل يأتي الى ذهن اي لاعب يجيد التحرك او يتسلم الكرة في طرفي الملعب هو التحدي والتخطي عبر (1VS1) على حساب الخيارات والحلول الاخرى ومع ذلك وامام منتخب اليمن لم تكن حالة التحدي الخططية ناجحة في اغلب المحاولات، عليه نطالب الجهاز التدريبي بتصحيح هذه المشاكل في مواجهة ايران التي ستكشف عن الامكانات الحقيقية لمنتخبنا خلال هذه البطولة لما يتمتع به الفريق المنافس من مزايا كبيرة من حيث التنظيم الدفاعي وأسلوب اللعب ومهارات لاعبيه البدنية والفنية والذهنية بالإضافة الى القوة الجسمانية  .
 
اللقاء بلغة الإحصاء
• لم يلجأ منتخبنا الى الكرات الطويلة التي لم تتجاوز 29 مناولة في هذه المواجهة مقابل 60 مناولة في لقاء فيتنام وقد منحته نسبة حيازة فعلية على الكرة بلغت 59 % مقابل 41 % للفريق اليمني كما بلغ وقت اللعب الحقيقي لمنتخبنا 35  دقيقة مقابل 24 دقيقة.
• نسبة الاستحواذ على الكرة في ملعب الفريق اليمني بلغت نحو 72 %
• عدد التمريرات للمنتخب العراقي كان 583 مناولة منها 528 مناولة صحيحة أي ان دقة التمرير كانت 91 %.
• عدد المناولات التي تبادلها المنتخب العراقي في الامام كانت 157  تمريرة فقط 25 منها كانت خاطئة.
• عدد المناولات التي تبادلها المنتخب العراقي في الخلف كانت 89 وقد أخطأ لاعبونا بثلاث تمريرات في هذه الجهة.
• عدد المناولات التي تبادلها المنتخب العراقي في طرفي الملعب كانت 242 مناولة .
• نفذ منتخبنا 46 تمريرة في الثلث الهجومي أي في المنطقة التي تبعد 32م عن مرمى الحارس اليمني سعود السوادي منها 10 تمريرات جاءت من كرات عرضية.
• تبادل لاعبو خط الدفاع 21 كرة قصيرة فيما بينهم، جميعها كانت دقيقة وصحيحة ونفذ ريبين سولاقا منها 11 كرة متقنة.