الفنون العامة تهزم «كورونا» فنياً وثقافياً

ثقافة 2020/11/07
...

  بغداد: وصال مصطفى 
لم تتمكن جائحة كورونا وما رافقها من إجراءات لمواجهتها من إعاقة عمل دائرة الفنون العامة احد تشكيلات وزارة الثقافة والسياحة والاثار. فمنذ اللحظات الأولى لتسلل الجائحة الى البلاد بذلت هذه الدائرة اقصى جهودها في الصمود والتصدي لهذا التحدي الذي عطل الحياة بكل جوانبها ومنها الثقافية والفنية في أغلب بلدان العالم. 
 فقد واصلت عملها الدؤوب وعلى مدار الأربعة أشهر الماضية وبجهود موظفي دائرة الفنون وبتوجيه من مديرها العام الدكتور علي عويد العبادي على تنفيذ خطتها السنوية عن طريق إقامة نشاطاتها بشكل الكتروني وعبر موقع الدائرة على (الفيس بوك)، وهي أول تجربة نوعية على صعيد الوزارة. 
 وبهذا الصدد يقول الدكتور علي عويد العبادي: إن الجمهور أصبح متقبلاً لفكرة الفنون التي تقدم له بصورة افتراضية على اعتبارها لغة العصر ولقد أثبتت جهود الفنانين خلال فترة الإغلاق أن الفن صمد أمام الجائحة وذلك من خلال استمرار الفنانين بالتعبير عن مشاعرهم في أعمالهم التشكيلية وازدياد إقبال المهتمين بالفن على إنتاج أعمال فنية ولأول مرة.
 وأضاف، أن «هذا ما شهدناه على مواقع التواصل عبر تدفق الكثير من الأعمال الينا واستمرار اقامة سلسلة من المعارض في الفترة المقبلة”، مؤكداً أن “دائرة الفنون ستعمل على تنظيم معارض لهذه الاعمال الفنية وإشراكها في المسابقات التي يجري فيها اختيار اهم الاعمال التي توثق مرحلة مهمة من تاريخ العراق بعد انتهاء الجائحة».
 واقامت دائرة الفنون العامة العديد من المعارض الفنية التي بلغت حتى ساعة اعداد هذا التقرير 107 معارض ونشاطات فنية جاءت بعناوين متعددة وبمشاركات منوعة ومازالت قائمة حالياً عن بُعد. 
 كما افتتحت أبوابها افتراضياً لزوارها طوال فترة الجائحة ومازالت مستمرة، بالصورة الافتراضية لحين عودة المعارض الفنية الى ما كانت عليه في السابق. وسبق ان دعا المدير العام لدائرة الفنون العامة الفنانين التشكيليين الى توثيق الجهود الكبيرة التي بذلت من قبل الملاكات الصحية والأمنية والمبادرات الإنسانية لمكافحة فيروس كورونا وذلك من خلال الفن التشكيلي والمتمثل بالرسم والنحت والخزف. ونالت هذه الفكرة قبولاً واسعاً من الجمهور الفني الذي تفاعل معها بشكل كبير، مما دفع الفنانين التشكيليين والمثقفين المهتمين بالفن التشكيلي وذوي الاختصاص إلى تقديم المزيد من المشاركات والمعارض الإلكترونية التي عبر بعضها عن موضوعات تخص المرأة العراقية في المجتمع وبعضها تمثلت بمحاضرات فنية متخصصة، فضلا عن إقامة الدورات التي تبث على الموقع الإلكتروني للدائرة والتي جسدت اشكال وتطور الفن العراقي في كل العصور التي شهدها تاريخ وحضارة العراق القديم والمعاصر.
 وجاءت موضوعات هذه المشاركات متنوعة شملت الرسم والنحت والخزف والخط العربي والتصوير الفوتوغرافي أسهم فيها فنانون عراقيون ومغتربون، منهم، عالية الوهاب، مصطفى بهجت، احمد عبد الرضا، ريم طه وخالدة النعيمي ونادية فليح، وعلوان العلواني، والاء حازم، وشوقي الموسوي وصباح مهدي ونبيل داود البغدادي وآمال الخيال وهاني محي الدين.. وآخرون، كما شارك فيها فنانون عرب من مصر، والامارات، والبحرين، والاردن، والمغرب، والكويت، وتونس امثال عبير عربيد من لبنان والفنان الكويتي عبد الله الغبشيان، والفنان السعودي عادل حمود الحاسري وصبا يوسف وزرقاوي عبد النور من الجزائر والقائمة تطول..، كذلك شارك متقدمون من دول اجنبية شملت كندا، وهولندا، واميركا، واليونان، ونيجيريا.
 وتأتي المشاركات العربية على وجه الخصوص في إطار حرص الفنون العامة على ضرورة ديمومة التواصل مع المشهد التشكيلي العربي، وذلك عبر إطلاق معارض الفنانين والفنانات العرب من خلال موقع دائرة الفنون الالكتروني (الفيس بوك).
وفي خضم هذا الحراك الفني تستعد دائرة الفنون العامة الى اقامة مهرجان الواسطي السنوي على قاعاتها، إذا دعت جميع الفنانين ومن داخل العراق وخارجه للمشاركة في مهرجان الواسطي بدورته 13 واقعياً في شهر تشرين الثاني من العام الحالي. وسيشمل المهرجان، فنون الرسم والنحت والخزف والكرافيك، وأكدت دائرة الفنون انها ستعمل على جميع اجراءات السلامة في ظل الجائحة.