السعي للفوز.. أفضل الضمانات

الرياضة 2021/06/15
...

علي رياح  
 في مُواجهة كالتي نخوضها اليوم أمام المنتخب الإيراني، يأخذ البعد النفسي حيّزا كبيرا لا يقتصر على المدرب ولاعبيه في كواليس الإعداد والتخطيط، وإنما يمتد إلى أوساط الجماهير التي تجد نفسها في دائرة التنقيب والاستكشاف والتوقع لما سيؤول إليه اللقاء الذي سيقرر ملامح المجموعة الثالثة على نحو نهائي، فالحسابات لدى منتخبنا وعشاقه تتعدّى الصعود إلى نهائيات كأس آسيا، إنما اليوم بالبقاء على القمة، ثم التفكير الجدي والعملي فيما بعد بالذهاب إلى المونديال.  
أشدّد هنا على الجانب النفسي. وربما تحتاج الفكرة إلى شيء من الاسترسال، وفي الكرة شواهد كثيرة في مواقف مماثلة عشناها من قبل.. فالمنتخب العراقي يدخل باحتمالي الفوز والتعادل للبقاء في الصدارة، بينما المنتخب الإيراني لا يجد بديلا متاحا غير الفوز لقلب المعطيات مجددا والانتقال عن المجموعة بصفة المتصدر.. وفي حال كهذه تعطينا كل تحولات كرة القدم دروسا لا تنتهي عمّا نسمّيه الهاجس أو الحافز، فلو افترضنا جدلا أن المدرب كاتانيتش قد مرّر إلى أنفس لاعبيه ضرورة السعي لإدراك التعادل اليوم بما يستوجب ذلك من ميول دفاعية مبكرة واستحكامات تؤمّن اتقاء الخسارة ما أمكنه ذلك، عندها سيكون قد ارتكب خطأ فادحا، بخلاف ما سيكون عليه الحال لو أنه أقام حساباته أيضا على كل محاولة ممكنة ومنضبطة ومحسوبة لتحقيق الفوز!  
التعويل المفترض على مبدأ التعادل كأسلم الحلول هنا ليس مضمونا، فضلا عن أنه ليس متاحا لدى المنتخب الإيراني، وإذا تمّ الركون إلى تفعيلنا كل الجوانب الدفاعية كأسلوب نخوض فيه المباراة، فمن يأمن لنا شرور كرة القدم، ومن سيكون في وسعه إبطال مفعول التكتيك الإيراني القائم على تحقيق الفوز ولا خيار آخر يمكن أن يركن إليه خصوصا أنه يبحث عن تحقيق ثلاث غايات في آن واحد: الفوز، ورد الاعتبار بعد الخسارة ذهابا في عَمّان، وانتزاع صدارة المجموعة؟!  
الرأي عندي ألا يكون (التعادل) تمهيدا نفسيا للتعامل مع مباراة اليوم، ومن هنا سيكون المنتخب العراقي قد وضع الأساس الصحيح الذي يمكن أن يغمر لاعبينا في الميدان ويملأهم رغبة في السعي إلى نتيجة إيجابية، فإذا لم يكن الفوز ، فلا أقل من التعادل .. وهذه كما أشرت حسابات لها فعلها النفسي تماما مثل انطوائها على مرتكزات تكتيكية سيضعها المدرب وسيتولى اللاعبون تنفيذها..  
اعتدنا دوما أن نردد القول: معدن اللاعب العراقي يظهر كثيرا أو غالبا عند المواجهات الصعبة.. لا بأس من تبنـّي هذا القول مجددا بالاستناد إلى ثقتنا بلاعبينا، والحال ينطبق على كاتانيتش الذي اعتاد أن يتفادى الخسارة ما أمكن ويسعى للفوز ولو في أضيق مساحة!  وكلي أمل في أننا سنخوض مباراة اليوم بمنهج السعي للفوز ربما ضمانا لتعادل قد يتحقق في خاتمة الأمر، بدلا أن يكون الشعار (تفادي الخسارة)، وهو شعار غير مضمون العواقب والنتائج في الجانب النفسي وفي الوجه التكتيكي معاً كما أسلفت.
مباراة سنخوضها بالإصرار والعزم. ألا يليق بأسود الرافدين أن يذهبوا إلى المرحلة المقبلة من التصفيات وقد دانت لهم الصدارة ليدخلوا لاحقا في أجواء التقييم والمعالجة تحضيرا للمهمة الأصعب؟!