تصحيح المسار

الرياضة 2021/06/24
...

علي حنون
الآن، وبعد أن وضعت تطلعات القائمين على منتخبنا الوطني ومعهم المعنيون والنقاد والجماهير بصدد بلوغ شاطئ المرحلة الحاسمة من التصفيات القارية المزدوجة، اوزارها بنجاح مُغلف بحلقات الخشية، فإننا نجد من الضرورة المُلحة الشروع بخطوات الإعداد للاستحقاق القادم وهو الأهم عبر التمهيد لانطلاقة جديدة تستند - حتما – على الإفادة من إفرازات رحلة التصفيات الفائتة بكل إرهاصاتها، والاحتكام أولا الى القرار الفيصل في بقاء كاتانيتش أو اختيار البديل، ومن ثم الوقوف بتمعن وقراءة فنية لرحلة الأسود الأخيرة والتعاطي معها لنتعلم منها كيفية تجاوز الأخطاء والعمل على تصحيح مسار الكرة الوطنية.
ولعل من الإنصاف القول: أن أحدا من النقاد لم يتعمد خلال المشوار الماضي أن يختزل جهدا أو أن يَسير في سبيل يُؤثر سلبا في حضور كرتنا في التصفيات المزدوجة المؤهلة لمونديال 2022 وكأس آسيا، لان الجميع يستقل ذات العجلة، التي تحمل أمنيات كسب منتخبنا الوطني أحدى بطاقات المرور باتجاه سواحل قطر، ولان صورة الأداء لم تظهر بأبهى ألوانها لذلك لجأ من لجأ من المُتابعين المُختصين الى توجيه سهام اللوم بقصد لفت انتباه القائمين على منتخبنا الى الأخطاء، بعدما بلغت مديات السوء مرحلة شكلت سلاحا حقيقيا يتهدد طموحات جماهيرنا، وهو أمر دفع صحافتنا الرياضية إلى الجهر برصدها وبموضوعية ومهنية، للأسباب التي وجدتها حاجزا أمام مسيرة منتخبنا الوطني.
ولأننا نُدرك أن مسؤولية نجاح فريقنا تعاضدية وتقع الاعباء على عاتق الجميع، فان كل الأطراف المعنية بقيادة ومُساندة اللعبة تتحمل ولو بتباين، فاصلا فيها، ونُؤمن كذلك أن حجم المُهمة في المرحلة القادمة ستأخذ أبعادها مع تطبيعية اتحاد الكرة في ظل المُطالبات المُستمرة بضرورة إجراء تغييرات والركون إلى مُعالجات مُهمة ومطلوبة جدا لطالما كان حجم الالتزامات الإدارية والفنية المُترتبة على التطبيعية اكبر على اعتبار أنها تُمثل رأس الرمح في هرم المسؤولية القيادية، التي تُعنى باللعبة.
يقينا أن الانتقادات، التي وجهت لإدارة الهيئة التطبيعية من قبل ثلة من الزملاء الصحفيين وأيضا من جانب المُتابعين، إنما هي تجليات تُؤشر سواء في مضمونها أو في إطارها العام، حالات ربما لم تكن واضحة أمام أعضاء التطبيعية، لأنهم يعيشون أجواء ضغوطات مُباشرة أي أن المآخذ، التي رصدها الجميع انطلقت من الحرص والمسؤولية الوطنية، وعليه فإننا لا يُمكن أن نجد مُبررا لتسويق وجهات نظر المُتابعين عبر منافذ أخرى من خلال تجيير الآراء، التي طالبت بمُعالجات تُفضي إلى تصحيح مسار كرتنا، في حساب الإساءة لمنتخبنا وسعي ذلك البعض إلى وضع وجهة النظر المُقابلة في خانة المساس بأسرة اللعبة. وكما تحمّل الجميع تبعات وتداعيات مسيرات الإخفاقات، التي رافقت مُنتخبنا في المحطات الخارجية، التي تلت فوزه بلقب آسيا 2007، فان المنطق يُحتم على الآخرين، التعامل بمسؤولية ومهنية مع آراء الإعلام وأهله، وتقبل وجهات النظر، التي تنشد وبلا ريب المصلحة العامة للكرة الوطنية ولم يعد مقبولا مُحاولة من يُريد تفريغ مكنون الكلمات، التي تجود بها أقلام النقاد من بعدها الوطني، ذلك أن الصحافة الرياضية شريك أساسي في اخذ كُرتنا الوطنية مسار العطاء السليم، عبر تأشيرها لمواطن الوهن ودعمها مكامن الايجابية في الأداء.