بيروت: جبار عودة الخطاط 

 

على الرغم من ان اللبنانيين باتوا ينظرون بكثير من الريبة وربما السخرية المرة مع كل مرة يشاع فيها بأن ثمة انفراجة وشيكة في ملف تشكيل الحكومة، فان ثمة معلومات تفيد بعودة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من سفره خلال الساعات القادمة لينخرط مباشرة في لقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بخصوص ضخ الروح في مبادرة الأخير وتلافي معوقات التشكيل.  فيما استبعدت مصادر سياسية في بيروت أمس الاثنين حدوث أي خرق في جدار الاستعصاء الحكومي وإن الامور تراوح في دوامتها المغلقة، في السياق شدد رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب على أن الأمل بولادة حكومة لبنانية حالياً غير موجود بقوله:” لا حكومة في لبنان قبل إنضاج التواصل السعودي- السوري وقبل بلورة تفاهم بين إيران وواشنطن “ مضيفاً “ ورقة الحريري من الصعب تعويمها في الحسابات الاقليمية، وأتمنى الخروج من هذه اللعبة والذهاب إلى خيار آخر لرئاسة الحكومة”. أما رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة فرد بقوله:” موقف الحريري يستند إلى أحكام الدستور. اي أن رئيس الحكومة هو الذي يؤلّف، ولكن يحق لرئيس الجمهورية أن يسأل ويعطي رأيه في اي وزير من الوزراء ولكن هذا لا يسحب من رئيس الحكومة حق التأليف”، معتبرا أنه “عندما تسود النوايا الحسنة يستطيع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف ان يتواصلا للوصول إلى تركيبة حكومية”.

حزب الله الذي اضطلع في الأيام الأخيرة بمحاولة التوفيق بين حليفيه غير المتفقين نبيه بري وجبران باسيل، طالب رئيس كتلته النيابية محمد رعد “البعض أن يتوقّفوا عن الكذب على اللبنانيين حينما يقولون أن المشكلة التي تؤخر تشكيل الحكومة تكمن في تسمية وزيرين، فثمّة من لا يريد تشكيل حكومة، وهو يعرف نفسه وأوساط العمل السياسي تعرفه، ويريدون من الآن أن يفتحوا معركة الانتخابات النيابية علماً أن هناك نحو10أشهر لموعد الانتخابات، وبالتالي، لا مشكلة لديهم بأن يجوعوا الناس ويفلسوا البلد، وأن يستدعوا كل قوى العهر في العالم ليتفرجوا ويضحكوا علينا ويهزؤوا بنا، بانتظار أن نتنافس انتخابيا لنثبت أننا ديمقراطيون، داعياً هؤلاء إلى أن يشكلوا الحكومة، وأن ينطلقوا في العمل”.

الى ذلك، حذر وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي، في حديث صحفي من عواقب تدهور الوضع أكثر بقوله: “اليوم هناك خوف من الأسوأ ومن تدهور الأمن المجتمعي أكثر، لأن هناك الكثير من الناس جائعة وهم يستطيعون أن يتحملوا كل شيء إلا جوع أولادهم؛ لذلك ما دام الوضع على ما هو عليه؛ فستزداد الفوضى”.