محشوّة المعنى..

ثقافة 2023/06/03
...

 وليد حسين


ومَحشوَّةُ المَعنى كثيرٌ رحابُهَا 

تتوقُ إلى ماضٍ فبئسَ إيابُهَا


مآذنُها تُفشي حديثَ خُرافةٍ

غشاها من الشيطانِ ما شدَّ نابُها


وأعظمُ ما  في  الكونِ  يبدو  ملبّداً

تحيطُ  بهِ  النَظرَاتُ  جلَّ  سَرابُها


وحانيةً .. تلك  المراثي  كأنّها

تمرّغ أنفَ  الوقت  إن  دُقَّ  بابُها


بغير استباقٍ  تعتليك  متاهةٌ

نفى ختلَها  لما  تعرّت  ثيابُها


وكان بها  عسفٌ  وشتّانَ  حالُها

إذا قاومت.. فيما يحولُ شبابُها


وخلف انسكابِ الروحِ  جفّ  ضميرُها

فلستَ براءٍ  لو  تَراءَى  خَرابُها


أنا سرُّ  أخدانٍ  أعاقر  كأسَها

أداري خَبَا  زيغٍ   فعمّ  شرابُها


تسائلني لمّا  تبرّمَ  ظلُّها

وطافت بها  الرؤيا  وتلك  شِعابُها


لها فسحةٌ  طالت  دياجير  عاكفٍ

بهمسِ رجاءٍ  لو  تَرَامى  حِجَابُها



وهل بُلغة  التهويمِ  مرّت  بناعسٍ

إذا ما  غَفَا  بين  السطوعِ  سَحابُها


فما زلتُ  كالملهوف  أسعى  بِخلّةٍ

بغير  هدى  قد  يستضيءُ  تُرابُها


ولي  مضمرٌ  صابَ  الفؤادَ  بغفلةٍ

فأضحى  ترابيّاً  تمادى  غيابُها


يُشيّعُ   أمراً   من  خفايا  سقيمةٍ

فأزرى  بها  الطبَّ  السليمَ  مصابُها


كأنّي  بمعصوبٍ  وما  طالَ  مزنةً

وحسبُ  العَمَى  أن  يُستدلَّ  غُرابُها


وكم  تعتريني  من  جنانِك  لحظةٌ

يميلُ  إلى  كشفِ  الظنونِ  خِطابُها


وثمّ  تلاشى  في  انتعالِ  مواضعٍ

أضرّت  كثيراً  يوم  غالت  قِبابُها


فكيف  بنا  .. تَشقى  بغير  جريرةٍ

وتُلحِقُ  مأثوماً  تمطّى  عقابُها


ألا  أيّها  المعنى  إذا  ضجَّ  صادمٌ

فإنّ  ارتكابَ  الممكناتِ  جوابُها


وإنّ  بقاء  الودِّ  ما زال  قائما

أذا  ما  تداعى  في  خيالي  صوابُها



ولستُ  بمعطوبٍ  حفيفٍ  وكم  أرى

 صريرَ  حواشٍ  حينَ  نادى  كتابُها


فليتَ  الذي  أبقى  قناديلَ  روحِهِ

وطافَ  بها  سعياً  وذاك  شهابُها


تلبّدَ  في  وحيٍ  فمذ  كان  فارهاً

تخطّى  هوى  نفسٍ  فنعمَ  انسكابُها


لَعَمري  فما  التوحيدُ  إلّا  مشيئةٌ

بلا  شبةٍ  أعيى  ضَلِيلاً  عُبَابُها